تقديم فضيلة العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
لكتاب “كشف الحجاب عن كتاب الدعاء المستجاب”
لأبي ياسر خالد الردادي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأتباعه المخلصين..
أما بعد:
فهذه باكورة عمل ناضجة من شاب ذكي غيور على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جدِّي في نقد أحاديث كتاب: ((الدعاء المستجاب)) لأحمد عبدالجواد.
على سنن نقاد الحديث الأفذاذ في تطبيق قواعد الحديث وقواعد الجرح والتعديل … وقد عزا كل حديث إلى مصدره، وكل قول إلى قائله، ودعّم ما يراه من نقد وتضعيف وتعليل بأقوال علماء الحديث، وعلماء الجرح والتعديل، وأحكامهم على الأحاديث التي ضُعفت، أو حكم عليها بالوضع…
وإنه لعمل ناضج، رافقه أناة وأدب…
نسأل الله أن يكثر من أمثال هذا الشاب الوقور في الأمة الإسلامية، وما أشد حاجتها إلى هذه النوعيات التي تقف إلى جانب الحق فتنصره، وتنفض غبار وأكوام الباطل، والبدع عن هذه الأمة التي دوختها معاول الهدم من داخل كيانها وخارجها…
فزعماء البدع ودعاتها لا يألونها خبالاً بإصرارهم وإلحاحهم على سيادة هذه البدع وسيطرتها على عقول المسلمين ومشاعرهم، ووضع الحواجز المنيعة، والحجب الكثيفة، وبين النور الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، والحق والهدى المتمثلين في الكتاب والسنة الصحيحة، التي سار عليها الخلفاء الراشدون، والأئمة المهديون، والسلف الصالحون.
وأعداء الإسلام الواضحون من خارج لا يألونهم خبالاً بنشر ألوان الفساد، والإلحاد العقائدي، والانحلال الخُلُقي، وبتشجيع خرافات المبتدعين، وتحريفات الضالين…
نسأل الله أن يهيئ للأمة الإسلامية شباباً عقلاء يزنون الأمور والأفكار والأشخاص والجامعات بموازين الحق المتمثل فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وبالعقول الثابتة الراسخة، لا يقادون بالعواطف العمياء، ولا يخدعون بالشعارات الجوفاء التي طالما استولت على كثير وكثير ممن ألغوا عقولهم، واستسلموا لعواطفهم فضاعوا وضيعوا أمتهم في وقت هي أشد ما تكون حاجة إلى من يعيدها إلى رشدها، ويمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها، فتعود لها عزتها وكرامتها، وتحظى برضى ربها وسعادة الدنيا والآخرة.
اللهم حقق لهذه الأمة ما يصبو إليه عقلاؤها من سيادة وسعادة إنك لسميع الدعاء.
25/10/1407هـ
المدينة النبوية