بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فأولاً: نشكر الله-عز وجل-ثم القائمين على شبكة سحاب ونسأل الله لهم المزيد من التوفيق والسداد.
ثانياً: ونشكر كل الرواد المؤيدين للحق وأهله. ونسأل الله أن يثبتنا وإياهم على الحق وأن يكثر من أمثالهم.
ثالثاً: وإني لأعفو عن كل من طلب مني الحلَّ، وأن يهديه الله إلى سواء السبيل، وأن يلهمنا وإياه الرشد والسداد.
رابعاً: تجاوبا مع تعليق أخينا في الله المدعو بـ[ درة عمر ]، فنقول له:
سامحك الله ووفقنا وإياك لما يرضيه وأشكرك على هذه المشاعر الطيبة واحترامك للعلم وأهله.
ولا أشك فيما نقلته عن الشيخين: ناصر العمر وأحمد الزهراني من الثناء على ربيع، وينقل لي ذلك عن غيرهم.
لكن المرجو منهم إعلان هذا الثناء وإعلان استنكارهم لما يعلنه من نعتقد أنهم يحبونهم ويبغضون ربيعاً وأخوانه من أجلهم من ظلم وسبّ وشتم على مستوى العالم.
فإن قاموا بإعلان هذا الثناء وإعلان الاستنكار لهذا الظلم فإنهم يكونون أسدوا خيراً كثيراً إلى الإسلام والمسلمين ودفعوا عنه وعنهم شراً كبيراً بل يكونون قد أسدوا خيراً كثيراً لهؤلاء.
خامساً: تجاوباً مع الأخ ( أبي البراء النجدي )، فنقول:
لقد رأينا بعض الشباب يتعطش إلى اجتماع كلمة الدعاة إلى الله ونحن نشكرهم على ذلك.
ونقول لهم ونحن أيضاً متعطشون إلى ذلك بل نرى ذلك من أعظم الواجبات؛ لأن الله أمرنا بذلك فقال: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ…)(آل عمران: 103).
وقال-تعالى-: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ…)(الأعراف: 3). والآيات والأحاديث الداعية إلى هذا الأمر الكبير كثيرة.
وحرّم التفرق أشد التحريم، وتوعّد عليه أشد أنواع الوعيد، قال-تعالى-: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(آل عمران: 105)
وقال-عز شأنه-: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)(الأنعام: 159).
وقال-تعالى-: (…وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(الروم:31-32).
والأوامر باجتماع الكلمة ووحدة الصف والتآخي والتحاب في الله كثيرة ونحن يعلم الله أننا ندعوا إلى ذلك امتثالاً لأوامر الله ورسوله، وتحذيراً من الافتراق والاختلاف والتمزق والتحزب فهل الدعاة والجماعات مستعدون لذلك؟
وهل هم مستعدون قبل ذلك لنبذ كل عقيدة وفكر ومنهج يخالف كتاب الله وسنة رسول الله ويخالف ما عليه السلف الصالحون من الصحابة الكرام ومن اتبعهم بإحسان؟
وهل هم مستعدون لتجريد الولاء لله ورسوله ودينه ونبذ الولاء لأهل البدع والضلال حتى يكونوا فعلاً على منهج السلف الصالح المعروفة مواقفهم من أهل البدع والزيغ؟
فإن كانوا حريصين على جمع كلمة المسلمين وخاصة المنتمين إلى منهج السلف وكانوا حريصين على ما يسعدهم ويسعد أمة الإسلام فلينهضوا بذلك ولذلك مسارعين غير مترددين ولا متقاعسين ويومئذ يفرح المؤمنون، ويرضى الله وملائكته أجمعون، وأن تقاعسوا فإن عليهم أن يستعدوا لتحمل المسؤلية عن ذلك أمام الله-عز وجل-.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.