والله، إن كان هؤلاء يقرؤون كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ويخرجون يكفّرون المسلمين أنهم ليسوا على شيء مما كان عليه ابن تيمية وابن القيم، فابن تيمية وابن القيم عاشا في دولة المماليك، وكانت هذه الدولة منحرفة في عقائدها وفي عبادتها وفي حكمها، ولم يسلوا عليها سيفا، وجاهدوا التتار تحت ظل هذه الدولة، فأين المناسبة بين هؤلاء وبين ابن تيمية وابن القيم، إنهم لا يفهمون كلام ابن تيمية وابن القيم، أو يتعمدون تحريفه وبتره، ورأينا مؤلفات هذا الصنف تقوم على الغش والخيانة والبتر لكلام علماء الإسلام ومنهم ابن تيمية خاصة، فيجعلون ابن تيمية مدافعا مناضلا على أهل البدع، والله، حياته كلها أفناها حربا على أهل البدع، كتبه كم ألف في الرد على الشيعة، كم ألف في الرد على الروافض في “المنهاج” في تسع مجلدات الآن الطبعة الجديدة، وألف في الأشعرية أكثر منهم وأكثر وأكثر، وهم أقرب الناس إلى السنة، الآن هؤلاء الذين يبترون كلام ابن تيمية هم الذين يناضلون على الأشعرية ويناضلون على الصوفية ويناضلون على الخوارج ويناضلون على الروافض، ويقولون إنهم استقوه من كلام ابن تيمية، عرفتم، الخوارج قال فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام: “يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان“، الآن يقتلون أهل الإسلام [ويقولون] قول ابن تيمية وابن القيم!، شرّق وغرّب تجدهم يذبحون في المسلمين، الخوارج موجودون الآن في الجزائر موجودون هنا وهنا، ما عندهم [إلا] هذا الفكر الخارجي، ولا يأخذون العلم من هؤلاء، إلا الغلو والتعطش إلى سفك الدماء وهتك الأعراض وانتهاك حرمات المسلمين، فأين هم وأين ابن تيمية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الخوارج: “يقرؤون القرآن يحسبونه لهم وهو عليهم“، أين نصوص الرسول عليه الصلاة والسلام الآمرة بالصبر على جور الولاة ما أقاموا الصلاة، والرسول يقول لك: “لا تخرجوا حتى تروا كفرا بواحا“، إذا رأيت الكفر البواح فلك حينئذ، إذا كان عندك إمكانيات أن لا ترتكب مفسدة أكبر من المفسدة التي عليها هذا الكافر بسفك الدماء وهدم الإسلام، ألم يهدم الإسلام في الجزائر؟ كان الشعب الجزائري كله متجه إلى الإسلام، الشباب الجزائري متجه للإسلام، ابن تيمية ابن القيم ابن عبد الوهاب ابن باز ابن عثيمين الألباني ما شيوخهم إلا شيوخ السلفية، حوّلوا دفة هذه السفينة إلى الوراء، راحت وضاعت ليس إلا الوراء، وشرد السلفيون وانتهوا ما بقي هناك إلا بقايا، والدماء تسفك والأطفال والنساء…إلخ، هذا مذهب ابن تيمية؟ هذا مذهب ابن تيمية الذي قاتل التتار من أجل ناس شعب الجزائر أحسن منهم، الشعب الجزائري في ذلك الوقت قبل أن يفسده هؤلاء كانوا على خير كبير، لو صبروا وتركوا هذه النعرات الجاهلية لكان الشعب الجزائري الآن ما شاء الله دولة مسلمة مئة في المئة حكومة وحكاما، ولكن التعطش للكراسي والتعلق والتقليد للغرب والتعلق بالديمقراطية الكافرة التي يزعمون أنها أوصلتهم إلى الكراسي هي التي جعلتهم يفعلون هذه الأفاعيل من تدمير الجزائر وإسلامها، فنسأل الله العافية، تبصّروا يا إخوة هذه عبرة، وتبصّروا بأفغانستان، كانوا يقولون: الشعب الأفغاني ملائكة، دماؤهم تقطر مسكا، يعني أعطوهم من الكرامات ما لم يوجد للأنبياء ولا للصحابة ولا أحد، وكان السلفيون يريدون أن يدخلوا الدعوة السلفية في الشعب الأفغاني، عنده جهل وعنده خرافات، أبوا ووضعوا السدود المنيعة والحواجز الهائلة في وجه الدعوة السلفية، وقتلوا جميل الرحمن الداعية إلى التوحيد، وأقام إمارة التوحيد، قتلوه، ثم بعد ذلك انظر الآن يقاتلون مع الشيوعيين والروافض والباطنية، ويتركون السلفيين الذين عندنا يحاربون الحكام، يا سلام، قامت دولة لهم تدعوا إلى وحدة الأديان، يا سلام، أين أمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر؟، الدعوة إلى وحدة الأديان ما هو منكر؟، انكر هذا المنكر، ولما يحاربون مع الأحزاب العلمانية والشيوعية يقاتلون المسلمين هذا ما هو منكر؟ لا يقولون: منكر، أبدا، كيف يقال هذا كلام ابن تيمية؟، وكيف يقال إنهم سلفيون، وكيف يعطون الولاء لأهل البدع حتى يوالون الشيوعيين والنصارى ويقولون: النصارى إخواننا، كيف يقال إن هؤلاء سلفيين؟ عندهم بلايا، عندهم منهج الموازنات، لو لم يكن عندهم إلا منهج الموازنات لكفاهم شرا، منهج الموازنات هذا يدمر الإسلام تماما، يعني يحكم، يقول منهج الموازنات إذا قرأت كتابا فيه محاسن ومساوئ لابد أن تذكر إذا ذكرت المساوئ -وهم لا يذكرون المساوئ أبدا- لكن إذا كان لابد أن تذكر المساوئ فيجب عليك أن تذكر المحاسن، إذا لم تذكر المحاسن فأنت ظالم خائن، إذا قلت: فلان -والله- عنده وحدة وجود، عنده حلول، عنده كذا، عنده كذا، تعد مئة بدعة كبار، يقول لك: والله عنده حسنات! [هذا ضد] منهج السلف.
أنت الآن إذا اتبعت هذا المنهج واقتنعت به فتقرأ في ضعفاء البخاري ما فيه حسنات، إذا تقول هذا ظالم فاجر!! سقط صحيح البخاري وصحيح مسلم.
اقرأ العلل للإمام لأحمد وأقواله في الجرح والتعديل تقول: والله هذا ظالم خائن فاجر!! سقط أحمد وعقيدته ومنهجه وكتاباته وتآليفه وكل شيء
وتقرأ ليحيى بن معين عنده ألوف ما فيها موازنات، والله هذا مجرم!! لأنه بخلك في الحقيقة بل والله لم يذكر لك عشر الحقيقة، وما ذكر إلا قول سوء، ذكر جرح، جرحوا أهل البدع جرحوا الضعفاء
هذا منهج أهل السنة والجماعة في الجرح والتعديل لا يقوم الإسلام إلا به، فانتبهوا إلى هذا، كيف يقولون سلفيين؟ وإلى الآن -والله- بعضهم اعترف أنه إذا كان النقد من باب التحذير والنصيحة فلا يجب ذكر الحسنات، هذا بعد الضرب القوي على رؤوسهم اعترفوا بهذا ممن كتبوا في الموازنات وغلوا فيها، قالوا هذا ثم يستمرون في حرب المنهج السلفي، يعترف بأنك على حق، ثم يستمر في حربك، ثم يستمر في تأييد منهج الموازنات، هدمهم لمنهج السلف بمنهج الموازنات وهدمهم لعلماء السلف بفقه الواقع، كيف يقولون إنهم سلفيون هؤلاء؟، إذا كان رأينا لهم حسنات صغيرة و[يختار] من كلام ابن تيمية، والله…يكون سلفي!! وأبو غدة قد يكون أيضا سلفي!! و… يكون سلفي!! كلها دعاوى، إذا كان أصل الأصول أنك تهدم الإسلام وتحارب أهل السنة [وتذكر] أهل البدع وتلمعهم وتدعو إلى كتبهم، وتحارب كتب الحق يقول إنك سلفي؟! أين عقولكم يا إخوة؟ أنتم تحكمون العقول وناس يحكمون العقائد وناس يحكمون ضوابط أو قواعد، حكّموا القرآن وحكموا السنة وحكموا العقل الصريح فإن العقل الصريح لا يتعارض مع النقل الصحيح، حكم عقلك الصحيح في هذه القضايا والفتاوى وسترى من هم أهل الهدى وأهل التقى إن شاء الله وسترى من أهل الأهواء وأهل الانحراف والمؤيدين للباطل ومن ينطبق عليه كلام ابن القيم وابن تيمية، الذين وقعوا في باب القول على الله بلا علم، منهج الموازنات من أخبث المبادئ والمناهج التي تقول على الله بغير علم، وأنا ما أرى في البدع أخطر منه على الإسلام، وهو والله هدم للإسلام والذي يأمر به لابد أن ينظر لأئمة الإسلام كلهم بما فيهم الصحابة بل القرآن يقول فيهم ظلم بل سينظر إلى القرآن ((تبت يدا أبي لهب وتب)) أين منهج الموازنات؟ هم يحتجون بآيات نزلت في كفار، فيلزمون الله -على منهجهم- أن يمدح أبا جهل ويذكر حسناته، لأنه لما ولد الرسول أعتق جارية أخذ بيد الرسول عليه الصلاة والسلام وكان عنده حسنات وكان يتصدق أيام الحج ويحج ويطوف، حسنات، لماذا ما ذكر ذلك ربنا؟ ربنا إذا ظالم!! ، يقول هذا ما يصلح لأنه ما ذكر منهج الموازنات! وهكذا ((ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا )) إلى آخر ما قال، كم من ذم في القرآن يجب على الله أن يقول الحق في هؤلاء! يجب أن يقول الحق في اليهود والنصارى ((لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم)) لماذا ما ذكر حسناتهم؟ لماذا؟ فهذا يعود بالطعن على كتاب الله وعلى سنة رسول الله وعلى كتب العقائد وكتب الجرح والتعديل…إلخ، لا أخبث -يا إخوة- من هذا المنهج.
لا يزينون لكم الباطل ((أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم))، هؤلاء زخرف لهم الباطل، وتراهم يركضون وراء هذا المنهج، ويطالبون أهل السنة به، فلماذا لا يطالبون ربنا بهذه المطالب؟ ويطالبون الرسول ويطالبون الصحابة ويطالبون الأئمة أحمد والشافعي وابن معين وسفيان بن عيينة والثوري لماذا لا نطالبهم بهذه الموازنات؟، لماذا ما يركزون إلا على من تكلم في نقد الموازنات، فقط، ويقولون الكذابون الأفاكون: إن هذا منهج ربيع، ربيع هو الذي اخترع هذا المنهج، أنا أرى لا أكذب ولا أخطر على الإسلام من هؤلاء، وادعاؤهم للسلفية خطر شديد، والله لا يكون سلفيا إلا إذا التزم بالسلفية عقيدة ومنهجا ودعوة وسلوكا وأخلاقا،…
العقيدة يقولون بها ولكن والله أنا أعتقد العقيدة عندهم مثل البصلة لا قيمة لها عندهم لا يوالون عليها ولا يعادون عليها ولا …، يحبون أهل البدع ويوالون وإلى آخره، ويبغضون أهل هذه العقيدة، لو كانوا قائلين بهذه العقيدة حقا، واستقرت في نفسه وخالطت بشاشتها قلبه أكان يعادي أهلها ويحاربهم.
[شريط بعنوان: الإستقامة]