والله، السلف ما كان عندهم ذاك التفريق الكبير لكن المتأخرين دققوا بناءً على قرائن وعلى معرفة وإحاطة, فرقوا بينهما، خاصة الحافظ ابن حجر، ولا ينبغي أن تقوم ضجّة على هذا التفريق لأنّ النتيجة واحدة, المنكر لا يُقبل والشاذ لا يقبل, كلّها حكمها واحد, وابن الصلاح لم يفرق بين الشاذ والمنكر، لأنّ المسألة سهلة، لكن هؤلاء يجعلون من الحبّة قبّة، وينفخون فيها، و يكبرونها، ويضخمونها ويؤلفون فيها المؤلفات, هؤلاء أهل الفتن.
يعني البدع والضلالات والإلحاد والشرور تنهك بالمسلمين والإسلام، وهم في الشاذ والمنكر وزيادة الثقة…الخ، يشغلون الناس, لا يتكلمون في البدع والضلالات والكفر والإلحاد والأشياء هذه أبدا إنّما شغلهم في إثارة الفتن بين أهل العلم والمشتغلين بالسنة, فألّفوا المؤلفات في هذه الأشياء كلها كلام فارغ.
[أسئلة وأجوبة مهمة في علوم الحديث (الحلقة الأولى)]