تقريظ الشيخ ربيع
لكتاب “سل السيوف والأسنة على أهل الهوى وأدعياء السنة”
للشيخ عبدالله بن صلفيق الظفيري.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه .
أمــا بـعــد :
فقد اطلعت على ما كتبه الشاب الذكي الألمعي، الناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، أحسبه كذلك والله حسيبه، وقف ـ وفقه الله وسدد خطاه ـ على مفترق الطرق، حين اشتد الخطب، واستعر لهيب الفتنة، وكثير من الشباب يتساقطون تساقط الفراش في أتونها، يحسبونها جنانـًا وأنهارًا، وهي أشبه ما تكون بجنة الدجال، وذلك أن هؤلاء المتساقطين في الفتنة ينطبق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( في خفة الطير وأحلام السباع )) (1)، وهو وصف دقيق ينطبق على كثير من ضحايا الفتنة التي دهمت الشباب في هذا العصر .
وقف على مفترق الطرق، فلم ينخدع ببريق الفتنة وزخرفها ومغرياتها، ولم تنطلِ عليه حيل ودعاوى دعاتها، بل ما زاده كل ذلك إلا بصيرةً بها وبغوائلها وبخداعها وبهرجها، وخداع وبهرج دعاتها .
ورأى طريق السنة، والجنة محفوفة بالأشواك والمصاعب والمكاره، فآثر طريق الحق والجنة، ولو حفت بالمكاره، فصمد هو وإخوانه في مواجهتها صمود الشوامخ .
ولم يكتف بهذا الصمود والثبات في مواجهة تيار الفتنة، بل رأى أن يسهم في صدها عن الأمة بكشف عوارها، وهدم أباطيلها، فسدد إليها ضربات موجعة، بل قاتله، بالحجج والبراهين الساطعة من الكتاب والسنة ومواقف أئمة السنة من الأهواء وأهلها، التي ضمنها فصول هذا الكتاب النفيس، الذي أرجو أن ينفع الله به المتضررين المخدوعين بسراب الفتن، وأن يوقظ به النائمين، وينبّه به الغافلين، إن ربي لسميع الدعاء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طرف من حديث رواه مسلم في صحيحه ـ في الفتن (رقم الحديث : 2940) من حديث عبد الله بن عمرو، وفيه : (( فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفـًا، ولا ينكرون منكرًا )) “صحيح مسلم بشرح النووي” (18 / 75، 76) . وكذلك رواه الإمام أحمد في “مسنده” (2/ 166) . والحاكم في “المستدرك” (4/ 550، 551) .