يصححّه بعض الناس, لكن هذا لا يمنع أن جبريل يتلقى القرآن من الله ويبلِّغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقد يتعلق بهذا الكلام بعض الناس من أهل الأهواء فيزعمون أن الله لا يتكلم وإنما جبريل يذهب يراجع اللوح المحفوظ ويأخذ منه الحاجة المناسبة وهذا ضلال!!
كل آية سمعها جبريل من الله وبلّغها لمحمد صلى الله عليه وسلم كما سمعها {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} وقال تعالى: {تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، ابتداؤه من الله سبحانه وتعالى، فهذا القرآن كلام الله، ومنه بدأ لأن الله هو الذي تكلم به وإليه يعود, الأشياء كلها مكتوبة في اللوح المحفوظ بما فيها الكتب السماوية, ومنها القرآن؛ مكتوبة في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ومع هذا الله يتكلم بها{وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} مباشرة, وكلم الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، كلّمه مباشرة, وهكذا الله يكلِّم جبريل بالسورة الفلانية والآية الفلانية وينزل بها جبريل يبلِّغها إلى محمد صلى الله عليه وسلم على حسب المسألة.
فالأثر يصححه بعض الناس، ولكن ليس معناه أن الله لم يتكلم مع جبريل وأن جبريل ما بلّغ محمدا صلى الله عليه وسلم بالكلام الذي سمعه من الله, لا.
[فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثالثة)]