إن أبويك لهما عليك الحق، حق البر والطاعة وإن كانا كافرين، ولو جاهداك لتكفر، لكن الحب لا يجوز ((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو أزواجهم أو عشيرتهم))، فلا يجوز أن تحبهما لأنهما مشركين لكن تحب لهما الخير وأن يدخلا في الإسلام، فتدعوهما إلى الله وتبرهما ولعل هذا يكون سببا في هدايتهما، البر والعطف والحنان، هذه قد تكون عوامل وأسباب في هدايتهما إلى الله،…لأن الله حرم حب المشركين وموادتهم، هناك فرق بين بر الوالدين ولو كانا مشركين، أيضا البر بالأقارب المشركين أو البر بالمشركين عموما، يعني البر بالمشركين إذا لم يظاهروا ولم يخرجوكم من دياركم كما قال الله تبارك وتعالى في سورة الممتحنة ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين))، البر إلى المشركين الذين لم يخرجونا من ديارنا ولم يظاهروا علينا أحدا هذا لا يضر أبدا، البر مطلوب، ولعل البر إليهم يكون سببا في دخولهم في الإسلام، لكن الممنوع هو الموالاة والمودة والمحبة، لا توالهم ولا تنصرهم على باطلهم ولا تحبهم بل يجب أن تبغضهم، وتبغض شركهم، وتبغض ما هم عليه، وهذا البغض لا يمنعك من التعامل معهم، والبر إليهم، إلا إذا كانوا يقاتلون فلا يجوز هذا البر، إذا قاتلونا وأخرجونا من ديارنا فلا يجوز أن نبرهم أبدا، هذا ما يمكن أن أقوله في هذا.
[شريط بعنوان: السنة بين الغلو والتقصير]