هذا الذي يقول إنّ الله في كل مكان هو أصله لا يؤمن بعلو الله على عرشه لأنّه من أصله يقول إنّ الله في كل مكان, ولكن لنصرة باطله يتعلق بأحاديث النزول, والنزول فيه خلاف بين السلف, هل الله تبارك وتعالى ينزل عن العرش, والراجح عند أهل السنة أنّه يبقى على عرشه ونزوله يعني على كيفية لا نستطيع أن نتصورها, لأنَّ الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه.
وكما نؤمن أنّ الله على عرشه من غير تكييف, نؤمن بنزوله إلى السماء الدنيا من غير تكييف لأنّ الله يفعل ما يشاء فإنّ الله ينزل ويجيء يوم القيامة سبحانه وتعالى, ولأنَّ ذاته ليست كذوات المخلوقين فنزوله ليس كنزول المخلوقين, فلا علمه كعلم المخلوقين ولا قدرته كقدرتهم ولا علوه كعلوهم ولا استواؤه كاستوائهم ولا نزوله كنزولهم …
فأهل السنة قالوا ينزل – مثلاً – و لا يقولون كيف ينزل, لكن هل يلزم من قولنا بأنّ الله ينزل, أنّ الله ينتقل من عرشه إلى السماء الدنيا؟
بعضهم قد يرى ذلك وهذا رأي مرجوح, والصواب أنّ الله على عرشه ونزوله كما أراد وكما شاء سبحانه وتعالى فإنّه على كل شيء قدير, والتغلغل في مثل هذه الأشياء من السلامة تركها – بارك الله فيكم – .
والقاعدة عندنا أنّنا نؤمن بما ثبت عن الله عزّ وجلّ .
وأحاديث النزول متواترة وقد شرحها ابن تيمية -رحمه الله- في أحاديث النزول وردّ على هذه الشبه وحكى فيها مذهب السلف, فشأن النزول كشأن سائر الصفات, نؤمن بالصفة من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل.
[لقاء حديثي منهجي مع بعض طلاب العلم بمكّة]