قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بقي شيء من دعوة إبراهيم عليه السلام فمن ظهر له أنّ ما عليه العرب شرك مثل ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل وغيرهم ثم بقي مع قومه فهذا من أهل النار.
وإذا تحايد هذا الشرك وتركه مثل ورقة وأصحابه فهؤلاء إن شاء الله من أهل النجاة وهناك ناس لم يتبين لهم الحقّ يرون أنّ ما عليه آباؤهم حقّ ولم يأت من يبين لهم, فهؤلاء يُمتَحنون يوم القيامة كما ورد ذلك في أحاديث: أهل الفترة والشيخ الهرم الخرف، والمعتوه، والأصمّ، يقول: هذا يقول جاء الرسول ولم أسمع, وهذا يقول جاء وأنا خرف يرجمني الصبيان في الأزقّة, وهذا يقول ما جاءني من نذير، فيمتحنهم الله عزّ وجلّ ويرسل إليهم ملكاً يختبرهم يقول لهم: ادخلوا النار, فمن دخلها تحولت له جنّة ومن تقاعس هذا عصى ولوكان في الدنيا وجاءه الرسول لكذبه فقامت عليه الحجّة فدخل النار.
الحجّة لا تقوم إلاّ على إنسان سمع الحجّة وفهمها؛فلما تأتي تقرأ على واحد هندي مثلا أعجمي لا يعرف العربية وتقرأ عليه القرآن قامت عليه الحجة؟! واحد إنجليزي واحد أمريكي وهل هكذا كانت دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام ؟!.
كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبين, لما كان يكتب إلى قيصر وكسرى كان لهم مترجمون؛ يترجمون لهم حتى يفهموا؛ إذا فهموا قامت عليهم الحجة, إن كانوا يريدون القتال نقاتلهم, وإذا ما استطعنا الله يتولاهم وقامت عليهم الحجة.
فالشاهد أنّه لا بدّ من الفهم فأنت لا تقيم الحجة إلا إذا فهم وصار خصمك.
[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الأولى]