نعم، هذا أمر محمود، ألم يكن الرسول صلّى الله عليه وسلّم يحثّ شعراءه، ومنهم حسّان على نقد أهل الكفر وتجريحهم وسلّ سيوف النّقد عليهم“أهجهم وروح القدس معك“وحديث “والله لهذا أشدّ عليهم من وقع السّهام“.
وقال: “أهج قريشاً“ وكان أبو بكر عالماً بأنساب العرب وبأنساب قريش فخذ منه فأخذ منه أنساب قريش حتى يسلّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما تُسلّ الشّعرة من العجين، وينصب الهجو على أبي سفيان بن الحارث ابن عمّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام.
فحثّ على هجوهم، فالشّعر يخدم الإسلام ( والشّعراء يتّبعهم الغاوون . ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون . وأنّهم يقولون ما لا يفعلون . إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظُلموا وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ).
كان الشّعر من الوسائل القويّة التي تُوظّف في نصرة الحق وإعلاء كلمة الله، والرسول عليه الصّلاة والسّلام استخدم هذا السّلاح، فإذا كان الشّاعر موحّداً سلفيّاً يذبّ عن السنّة وعن المنهج السلفيّ فجزاه الله خيراً، شريطة أن يصْلح وقصده نصرة الإسلام، وقصده نصر دين الله وليس له قصد آخر.
[الأجوبة على أسئلة أبي رواحة المنهجية]