إذا كانت الطّاعة عظيمة مثل الجهاد ولايمكن القيام بالجهاد إلاّ بارتكاب بعض المعاصي، مثل إيش المعاصي التي يرتكبها ليقوم بواجب الجهاد؟
فأجابه السائل قائلاً: مثل لبس البنطال، وحلق اللّحية، والتّوسّط بأهل البدع، لأنّ يصل إلى مكان المعركة.
فأجاب الشيخ حفظه الله: هل لا يقوم الجهاد إلاّ بالتّبنطل وحلق اللّحى؟! وهل الصّحابة لمّا راحوا يجاهدون حلقوا لحالهم؟! وتبنطلوا؟!
كان عمر -وهم في الثّغور- يكتب إليهم: إيّاكم وزيّ الأعاجم واقطعوا الرّكب، وثبوا على الخيل وثباً.
فهذه طبعاً من الحيل لممارسة كثير من الشّهوات وممارسة كثير من البدع.
فالأمثلة التي مثّلت بها أراها لا مبرّر لها -بارك فيك- والجهاد يقوم بدون اللجوء إلى هذه، فالذي يجاهد يجب أن يجاهد نفسه قبل كلّ شيء، ويصلح نفسه قبل كلّ شيء.
وحلق اللّحى من المعاصي التي قد تسبّب الهزيمة، والتّشبّه بلبس البناطيل تشبه بأعداء الله -بارك الله فيك- وأنتم تعرفون أنّ الصّحابة انكسروا يوم أحد ويوم حنين، أمّا يوم أحد فبمخالفة الرماة، وحصل للصّحابة وقائدهم رسول الله ما حصل.
ويوم حنين حديث نفس تقريباً: ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثمّ ولّيتم مدبرين . ثمّ أنزل الله سكينته على رسوله .. ).
فبعضهم قال: إن عددنا الآن لكثير ولن نُغلب اليوم من قلّة، فأدّبهم الله تبارك وتعالى بسبب ما حدّثوا به أنفسهم، فكيف بالجيش هذا الذي يحلق لحاه، ويلبس لباس الكفار، وينتظر نصراً من الله تبارك وتعالى؟! لهذا نحن ما نُنصر، دائما أعداء الإسلام ينصرون علينا.
فيجب أن نحرص على طاعة الله والتزام أوامر الله خاصة في ميادين الجهاد حتى ينصرنا الله تبارك وتعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبّبت أقدامكم ). وحينها نستحق النّصر من الله عزّ وجلّ الذي وعدنا به.
[الأجوبة على أسئلة أبي رواحة المنهجية]