أنا أولا ما أسلّم بأن البربهاري يحتج بأحاديث ضعيفة أو موضوعة، بين لنا دعواك، وماذا تنكر عليّ، أنا أحترم السلف جميعا ولا أنتقص أحدا منهم والحمد لله، ما نردّ إلا على أهل البدع فقط، وأما السلف الذين عرفوا بالإخلاص والصدق والدّين حتّى لو أخطأوا نعتبرهم مأجورين في خطئهم ” من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر “ فإذا عرف الإنسان بالتقوى والصلاح والصدق في البحث عن الحق ثم أخطأ هذا مأجور.
أما أهل البدع فلا، أهل البدع إنما يتّبعون أهواءهم، ولهذا ترى أن صاحب الهوى ما يرجع، أما هذا بنفسه يرجع، وإذا قيل له أخطأت رجع، هذا الشافعي يرجع بنفسه، وأحمد ينتقل من قول إلى قول يبحث عن الحق وأخذا بالأدلة ما يلعب بنفسه، قد يخطئ ويراجع فيرجع، أبو بكر وغيرهم، فأهل الحق هؤلاء الذين نعرف منهم الصدق والإخلاص ونعرف أنهم رجّاعون إلى الحق هذا ولو أخطأ عندنا وله منزلة ولا يضره ذلك.
أما أهل الأهواء فلا ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله )، ولهذا أهل الأهواء ما يرجعون، ولهذا قال: ” يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون إلى يوم القيامة“، فالآن المبتدع –يا إخوان– سواء ثوري أو أي شكل ما يرجع إلى الحق، تقيم عشرات الأدلة في القضية وتأتي بأقوال العلماء وما يرجع إلى الحق، هذا شأن أهل الأهواء
[شرح أصول السنة]