نعم, هذا حصل؛ يعني كما في الحديث؛ قصة أبي هريرة مع الشيطان, والرسول صلى الله عليه وسلم رآه وهو يصلي, وأنا – والله – رأيته بنفسي؛ رأيت شياطين, رأيت فرساً لا نظير له في حياتي كلها, رأيت هذا أنا وأخي بالليل- كنا مسافرين -, رأينا هذا الفرس الغريب العجيب في مكان ليس فيه مرعى وليس فيه أحد من الناس, فأنا فهمت أنه شيطان وأخي أيضا فهم أنّه شيطان وما يريد أن يخوفني وما أريد أن أخوفه فلما ابتعدنا عنه, ما أدري سألني أو سألته, هل عرفت هذا الفرس؟ أظنّه هو قال: هذا غول, يعني شيطان.
ورأيت وأنا راكب السيارة بين العشاءين؛ يعني شخصا عريانا ورأسه ليس فيه أيّ شعرة وليس محلوقا, شكله غريب وبين يديه ولدين لهما رأسان عظيمان لا شعر فيهما وهما نحيفان وساقاهما صغيران جدا وشكلهما غريب جدا, فرأيناه أنا وواحد معي, هو عرف أنهم شياطين وأنا كذلك فلما سرنا قلت ما هذا ؟ قال: شياطين, قلت: وهو كذلك .
فكثير من الناس قد يرى الشياطين وفي الغالب لا تظهر الشياطين.
لكن هناك الآن أناس أخذوا عن محمد عبده – تلميذ الأفغاني – إنكار السّحر مع الأسف وإنكار رؤية الجنّ, وهذا أصله أخذوه من المعتزلة العقلانيين الذين يحكمون عقولهم في الدين وفي الحياة, مع الأسف, فلا يُمنع أن تُرى أحيانا وأنا أؤكّد لكم أنّي رأيت بنفسي هذه الأشياء.
يقول السائل : وأيضا ينكرون أن يدخل الشيطان في الإنس!
الشيخ : هذا شيء ملموس, ومعروف ومتواتر من قديم الزمان وفي حديثه والله تعالى يقول : (( كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المسّ )) ويقول تعالى : (( قل أعوذ بربّ الناس ,ملك الناس ,إله الناس ,من شرّ الوسواس الخنّاس الذي يوسوس في صدور الناس )) مالذي يجعله يوسوس في صدرك؟ أليس لتمكنه منك ودخوله في جسمك؟! “إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” فهؤلاء كلهم يردّون هذه الآيات وهذه الأحاديث ويحكِّمون عقولهم.
ولكلّ قاعدة استثناء, ولكلّ عموم خصوص, قال تعالى: (( تدمِّر كلّ شيء بإذن ربِّها )) قال : (( فأصبحوا لا يُرى إلاّ مساكنهم )) مساكنهم ما دُمرت ولو شاء الله لدمرت البيوت ولدمرت كلّ شيء, الله عزّ وجلّ أعطاها من القوّة ما يمكن تدمّر بها الجبال فضلا على البيوت, لكن شاء الله أنّ التدمير يكون لهؤلاء المجرمين وتسلم بيوتهم.
وهكذا إذا قال: (( إنّه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )) ؛ يعني السنّة بينت أنه قد يُرى بعض الشياطين؛ أبو هريرة رأى والرسول صلى الله عليه وسلم رأى, وتُذكر قصص كثيرة جدّا في رؤيتهم, ويتصورون بصورة بشر, أو صورة حيوان أو صورة أفعى حيّة؛ أحد الصحابة كان عريسا,كان يذهب مع الرسول صلى الله عليه وسلم, يشارك في غزوة الأحزاب ثم يستأذن في النّهار ويعود لأهله, فجاء في يوم من الأيام فإذا بزوجته واقفة عند الباب فأخذته الغيرة فأراد أن يضربها بالرمح فقالت: على مهلك, ادخل إلى بيتك وانظر ماذا على سريرك, فدخل فوجد حيّة فانتظمها بالرمح فالتفّت عليه فلا يُدرى أهي سبقته للموت أم هو سبقها, فأُخبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال : “ألم أنهكم” بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ في المدينة جنّا, فهذه تصورت في صورة حيّة, فيه الذي يتصور في صورة كلب, في صورة إنسان, يتشكل, أعطاه الله ومكنه من هذا, أن يتشكل في أيّ صورة، بعضهم يتشكل للصوفية والخرافيين؛ يعني يستغيث بفلان فيأتيه مثل صورته, لابسا عمامة وثيابا بيضا وجميلة وكذا ويعطيه ما يطلب وهو شيطان !!.
[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الأولى]