أقول: رحم الله هذا الرجل الذي ساقه الله تبارك وتعالى من بلاد الأعاجم، ومن القوقاز، من ألبانيا إلى البلاد العربية، وأحلّه في البلاد المباركة الشام، وبوأه مكتبة الظاهرية التي كانت تزخر بكتب السنة الكثيرة جدا، فشمّر عن ساعد الجد لإبراز هذه السنة، وخدمها الخدمة التي تعجز عنها -كما أقول- المؤسسات الكبيرة، بل أقول: إن كل من يتصدى لتحقيق المخطوطات الحديثية وكتب المستخرجات وغيرها إنه عالة على هذا الرجل، فلقد قدم -رحمه الله وأعلى درجته في الجنان- قدّم للأمة الإسلامية العمل العظيم الجليل الذي يعجز عنه العصبة أولوا القوة، فرحمه الله، خدم السنة وخدم العقيدة وتصدى لحرب البدع والضلالات وعلا الله به راية السنة إلى جانب إخوانه من أمثال الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- والشيخ ابن باز والشيخ محمد حامد الفقي ومحب الدين الخطيب وغيرهم ممن رفع الله بهم راية التوحيد والسنة، وأسهم معهم في ميادين العقيدة وفي مواجهة البدع والضلالات وبرز على الجميع بأن جنّد نفسه لخدمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتج تلك المكتبة العظيمة الضخمة التي لا يوجد لها نظير في هذا العصر، فرحمه الله وكافأه وجازاه أحسن الجزاء على خدمته للعقيدة السلفية الصحيحة وعلى دعوته القوية إلى ذلك وعلى ما قدّمه من خدمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغفر الله لإخوانه الذين ذكرناهم وغيرهم ممن لم نذكرهم، ونسأل الله أن يخلفهم بخير، من تلاميذهم ومن إخوانهم ومن أحبائهم، إن ربنا لسميع الدعاء.
[شريط بعنوان: تقوى الله والصدق]