أخشى أن يكون هناك مبالغة في هذا السؤال، أنا لا أعتقد عالما يرى هذا المنهج، خاصة العالم السلفي، فأخشى أن يكون في هذا السؤال مبالغة، فعلى فرض وقوعه ووجوده فإن هذا خطأ، ويجب على من يقول هذا الكلام، وينظر هذا التنظير ويؤصل هذا التأصيل يجب أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى، فإن الله ميّز هذه الأمة وفضلها على سائر الأمم بعدم السكوت بل بالتصريح والتوضيح والجهاد وعلى رأسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله))، وقد لعن الله بني إسرائيل لاتخاذهم مثل هذا المنهج السكوتي المقر للباطل المغلف بالحكمة، قال: ((لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون))، والرسول يقول: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وليس وراء ذلك مثقال ذرة من إيمان”، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الإسلام، لا يقوم الإسلام إلا به، ولا تحرز الأمة هذه المصلحة العظيمة الخيرية والتقدم على سائر الأمم إلا إذا قاموا به، فإن هم قصروا استحقوا سخط الله بل لعنته كما لعن بني إسرائيل، فإذا كان بنو إسرائيل استحقوا اللعنات لأنهم لم يأمروا بالمعروف فنحن أولى – والعياذ بالله- لأن ديننا أعظم من دينهم، فإذا قصرنا في هذا الدين وتركناه يعبث به أهل الأهواء والضلال وجاريناهم وسكتنا عنهم وسمينا ذلك حكمة، فإننا نستوجب سخط الله تبارك وتعالى، ونعوذ بالله من سخطه، ونسأل الله – إن كان لهذا الصنف وجود- أن يهديهم وأن يبصرهم بطريق الحق وأن يبصرهم بعيبهم العظيم الذي وقعوا فيه، فيخرجوا منه إلى دائرة الدعاة إلى الله بحق، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، الصادعين به ((فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين))، كذلك اصدع بما تؤمر وأعرض عن المبتدعين الضالين.
[شريط بعنوان: الموقف الصحيح من أهل البدع]