أما الكتب التي تبين فضائل الصحابة ففي طليعتها القرآن ثم سنة محمد صلى الله عليه وسلم فقد خلدا لهم من الفضائل والمنازل العظيمة ما هم حريُّون به، رضوان الله عليهم، وكيف يترك هؤلاء ولا يخلد ذكرهم وفضائلهم في كتابه العظيم وفي سنة نبيه المطهرة، ثم ألفت في مناقبهم كتب ينبغي أن ندرسها لنعرف منازلهم، من بين هذه الكتب: فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل، الذي عرف قدر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وغيرها، ولله الحمد، من الكتب، شروح السنة وغيرها وفي كتب العقائد التي تذب عنهم، وتتكلم على أعدائهم من الروافض والخوارج، مثل الشريعة للآجري، ومثل السنة للخلال، ومثل الإبانة الصغرى لابن بطة، ومثل الحجة للأصبهاني، ومثل هذه الكتب التي تبين العقائد، ومن ضمن العقائد احترام أصحاب محمد واعتقاد أنهم أفضل الأمة، من أجلهم نوالي، ومن أجلهم نعادي، ومع الأسف يوجد في الساحة من يوالي من أجل خصومهم وأعدائهم، يوالي ويعادي من أجل من يسب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فنسأل الله العافية لهؤلاء المساكين، والله لقد نكبوا في دينهم، فنسأل الله أن ينقذهم من حبائل ومصائد شياطين الجن والإنس التي أوصلتهم إلى هذا المنحدر.
وأما الكتب التي سبتهم، ككتب الروافض قبحهم الله، فلا تبحثوا عنها، وقد تصدى للرد عليهم من تصدى للرد، بارك الله فيكم، مثل المنهاج لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومثل المنتقى الذي اختصره الذهبي من هذا الكتاب، ومثل التحفة الإثنا عشرية للدهلوي، وكتابات كثيرة، كتب إحسان إلهي ظهير الله يرحمه، فقد أجاد وأفاد في هذا الميدان، ومنها كتاب “مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله”، من هذه الكتب، اقرؤوا، والله لو تقرؤوا العدالة الإجتماعية فإنها تقشعر الجلود ويندى الجبين وتتقطع القلوب حسرات مما صبه هذا الرجل على أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، الروافض لا قيمة لهم عند الأمة ولكن هذا الرجل يقدسهم، والله ما أدري ما في عقول هؤلاء ولا أدري والله ما هو دينهم، فنسأل الله لهم العافية، فنحذر من كتاب “العدالة” أيضا، فهو كتاب سيئ جدا في غاية السوء، فيه اشتراكية ماركسية، فيه مذهب الخوارج والتكفير ظلما وعدوانا، فيه سب أصحاب محمد سبا شنيعا، وعلى رأسهم عثمان، وكتب “الشخصيات” لهذا الرجل في سب مدقع لمعاوية وعمرو، [والجيل]، [الجيل] الذي فتح الدنيا، سب شنيع، وإهانة لهم ولفتوحاتهم، الفتوحات هذه قال: لا تساوي شيئا، لا يرى لها أي قيمة، الرسول قال: “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”، ثم جاء واقعهم موافقا لهذا الثناء ولهذه الشهادة، فتحوا الدنيا، وهو لا يرى هذا شيئا، لا قيمة له، فأي عداوة لأصحاب محمد مثل هذه العداوة؟، لماذا نريد هذه الأصناف؟ أي خير قدمته؟ والله هذا الرجل ما ترك أصلا من أصول الإسلام إلا أفسده، صفات الله، حرمة الأنبياء، حرمة الصحابة، مكانتهم، حلول، وحدة وجود، بلايا، بلايا…،كيف هذا الإنسان يقدر في أوساط الأمة المسلمة؟ هذا الصنف؟، فنسأل الله أن يعافيهم من هذه، وليتها تكون مثل تيه بني إسرائيل، الذين ضرب الله عليهم التيه أربعين سنة، هؤلاء الآن داخلين في خمسين ستين سنة وما انتهوا من هذا الشيء، كيف؟ والعياذ بالله.
[شريط بعنوان: وإن تطيعوه تهتدوا]