قد تقدم ما يدين في هذا القول، الإجابة عن الأسئلة التي سلفت وأن السكوت كتمان للحق، ((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون))، فليهنأ هؤلاء بمثل هذه اللعنات نعوذ بالله من ذلك، يسمون كتمانهم حكمة، ويسمون حماية البدع بالحكمة، كيف يعرف الناس الحق وأنت ساكت؟ الفتنة والفرقة إنما جاء بها أهل البدع والأهواء، والدعوة إلى الله وإلى كتاب الله والتمسك بالكتاب والسنة هي دعوة للأمة كلها، الفتن والافتراق والخلافات التي جاءت كلها عن طريق أهل الباطل وأهل الفتن، وهم ما يفترون، هم ينشرون باطلهم في صحفهم في مجلاتهم في أشرطتهم ويبغون الحق يسكت لك، صوت الحق هو الذي يجب أن يسكت عندهم وصوت الباطل له أن يعلو ويشاع في الأرض، هل هم سكتوا أهل الباطل، ما يسكتون ولا يفترون ولا يهدؤون، ولهم خطط ينفذونها جهنمية، ثم هم يطلبون من أهل الحق أن يسكتوا، ((ودوا لو تدهن فيدهنون)) قال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم، ((ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين)) يجيء للمنهج السلفي يقول لك: هذا يفرق! هذا يمزق!، الذي فرّق ومزّق الأمة هي الأهواء والضلالات التي يتحمس لنشرها أهل الباطل، الآن في الانترنت مواقع للباطل، في الصحف في المجلات في المدارس في كل مكان ينشرون باطلهم، والشيء الذي يصعب عليهم أن يسمعوه هو صوت الحق.
[شريط بعنوان: رفع الستار]