مذهب أهل السنة والجماعة إثبات أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وأفعاله الثابتة في كتاب الله وفي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا المجيء ذكره الله في سورة البقرة وفي سورة النحل وفي سورة الفجر ((وجاء ربك والملك صفا صفا)) وأظن في الأنعام، فأهل السنة آمنوا بأن الله يجيء على الوجه اللائق به كسائر صفاته، ذاته لا تشبه ذوات المخلوقين، استواؤه ليس كاستواء المخلوقين، نزوله ليس كنزول المخلوقين، مجيئه كذلك لا يشبه مجيء المخلوقين، فما المانع من أن يأتي الله -تبارك وتعالى- عباده ليفصل بينهم ويحكم بينهم، ما هو المانع؟، يعني من صفاته الحي، الحي هو الذي يفعل، والله فعال لما يريد، فهل يعجز الله عن المجيء، يعجزه المجيء، يحرمون على الله أن يأتي إلى حيث شاء كما شاء -سبحانه وتعالى- ليفصل بينهم بالعدل سبحانه وتعالى، لا يستبعد المجيء إلا من جماد، كحجر، لا يمكن أن يترك مكانه مثلا، والحيوان والذرة والنملة يمكن أن تتحرك إلى حيث شاءت، هل الله -سبحانه وتعالى- أقل من هذا وأعجز؟ تعالى الله عن ذلك، فهم يريدون أن ينزهوا الله فينسبون إلى الله عز وجل ما لا يليق، فيفرون من الرمضاء إلى النار كما يقال، بارك الله فيكم.
[شريط بعنوان: أهل السنة وعلاماتهم]