قولي: يجب على هذا الشخص الذي يختلف حوله الناس ولا يزكي نفسه بإبراز المنهج السلفي وإنما يعتمد على تزكية فلان وفلان, وفلان وفلان ليسوا بمعصومين في تزكياتهم, فقد يزكون بناء على ظاهر حال الشخص الذي قد يَتَمَلَّقُهُم ويتظاهر لهم بأنه على سلفية وعلى منهج صحيح وهو يبطن خلاف ما يظهر, ولو كان يُبْطِن مثل ما يظهر لظهر على فلتات لسانه وفي جلساته وفي دروسه ومجالسه فإن الإناء ينضح بما فيه, وكل إناء بما فيه ينضح, فإذا كان سلفيا فلو دَرَّسَ أي مادة ولو جغرافيا أو حساب؛ لرأيت المنهج السلفي -بارك الله فيك- ينضح في دروسه وفي جلساته وغيرها, فأنا أنصح هذا الإنسان الذي لا يُظهر سلفيته ويكتفي بالتزكيات أن يُزَكِّي نفسه بالصدع بهذا المنهج في دروسه في أي مكان من الأمكنة, فإن الأمة بأمَسِّ الحاجة إلى الدعوة إلى هذا المنهج السلفي, فإذا كان هذا الشخص -بارك الله فيكم- من هذا النوع الذي قلتُ، أنه يعتمد على التزكيات ولا يزكي نفسه، فإن هذا يَضُرُّ نفسه بكتمان العلم وكتمان العقيدة وكتمان هذا المنهج وأخشى أن تصدق عليه هذه الآيات التي تلوناها عليكم في كتمان العلم وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومن أعظم المنكرات وأقبحها وشرها عند الله البدع التي تتفشى في أوساط الأمة, ثم كثير من الناس يعتمد على التزكيات ولا يواجه هذا الواقع المظلم بما عنده مما يزعمه أنه على المنهج السلفي، وأنا مرة قلت للشيخ ابن باز -رحمه الله- كانت تصدر منه بعض الكلمات -يعني-تشبه تزكية لجماعة التبليغ وإن كان إلى جانبها شيء من لفتات الأذكياء إلى ما عندهم من ضلال مبين, فيستغل هؤلاء الكلمات التي فيها شيء من الثناء عليهم ويخفون ما فيها من طعن خفي في عقيدتهم ومنهجهم، فيُبْرِزُون الثناء ويخفون الجرح, جلست معه جلسة قلت: يا شيخنا , أنت الآن في ميزان أحمد بن حنبل وابن تيمية رحم الله الجميع, لك منزلة عند الناس -يعني- إذا قلت كلمة تلقفوها على أنها حق، والآن أنت تصدر منك كلمات يعتبرها الناس تزكية لجماعة التبليغ وإن كنت تتحفظ -يعني- خلال كلامك, لكن هم عندهم دهاء وعندهم مكر يستغلون التزكية والثناء وينكرون ما تشير إليه وتُلَمِّح إليه من جهل وضلال, ودار الكلام بيني وبينه إلى أن قلت له: ياشيخ, قال:نعم، قلت: هل جاءك أحد من أهل الحديث من الهند وباكستان أو من أنصار السنة في مصر والسودان , ذاك الوقت أنصار السنة في مصر والسودان على غاية الثبات على المنهج السلفي, ثم هبت عاصفة الفتن والسياسة…, فدبت في صفةوفهم وأوقعت شيء من الخلخلة, قلت: هل جاءك أحد من أهل الحديث من الهند وباكستان أو من أنصار السنة في مصر والسودان يطلب منك تزكية على أنهم على حق وعلى سنة؟، قال:لا، قلت له: لماذا؟، قال: لماذا أنت؟، قلت: لأن هؤلاء تشهد لهم أعمالهم وتزكيهم بأنهم على الحق, وأما جماعة التبليغ وأمثالهم فإن أعمالهم لا تزكيهم بل تدينهم بأنهم على ضلال وبدع, فضحك الشيخ -رحمه الله-، فهذا أمر واضح لا تزكيه أعماله ولا مواقفه ولا تشهد له بأنه سلفي, فيلجأ إلى هذه الوسائل الدنيئة من الاحتيال على بعض الناس والتملق لهم حتى يحصل على تزكية ويكتفون بهذا, ويذهبون ليتهم يكفون بأسهم وشرهم عن أهل الحق والسنة، فيذهبون يتصيدون أهل السنة بهذه التزكيات، فتكون مصيدة, فيضيعون بها شبابا كثيرا ويحرفونهم عن المنهج السلفي, وأنا أعرف من هذا النوع كثير وكثير, الذي يسلك هذا المسلك السيئ, فنسأل الله العافية وأن يوفقهم بأن يزكوا أنفسهم بأعمالهم, وأن يجعل من أعمالهم شاهدا لهم بالخير والصلاح وبالمنهج السلفي.
[شريط بعنوان: أسباب الانحراف وتوجيهات منهجية]