لا, لو عندهم إخلاص لأخذوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم لكن ليس عندهم إخلاص, الله أعلم عندهم شيء من الرياء وعندهم عبادة غير صحيحة ومبالغة في العبادة؛ فقد جاء ثلاثة نفر إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: “أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني“.
فهؤلاء الخوارج لما غلوا في العبادة وتجاوزوا الحدّ وقعوا في الغلو هذا -بارك الله فيكم- ضلال لا نحمدهم عليه, بل هذا ذمّ لهم لأنّهم وقعوا في الغلو؛ الصحابة أفضل خلق الله وأعبد النّاس لله, يعني هؤلاء يصلون أكثر منهم؟ وهم يقرؤون القرآن أكثر منهم؟ فهم يقرؤون القرآن ويفهمونه على غير مراميه ومقاصده, يا أخي أنا أقرأ آية واحدة في السنة على سنة النبي صلى الله عليه و سلم خير من قيام الليل كله, فهذا غلو في العبادة, هم خارجون عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وراغبون عنها, هم أهل ضلال, فهذا ليس مدحا لهم ولا يعني ثناء عليهم بالإخلاص.
[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الثانية]