والله أقول: قد كفيت يا أخي, إنّ هؤلاء الأحزاب التي أنت تخالطهم قد نشروا أفكارهم الضّالة وقد ردّ عليهم العلماء فلا تُعرِّض نفسك للضياع, فإنّ كثيرا من النّاس يدخل معهم بهذه العلل ثمّ بعد ذلك يجرفه السّيل وينتهي, فالمؤمن يحذر, السلف ما كانوا يخالطون الجهمية والمعتزلة والخوارج لإصلاحهم, فعليكم بطريقة السلف -بارك الله فيكم- , وجلساء السوء يضرّونك: “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تجد منه ريحا طيّبة وإما أن تبتاع منه, ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحا منتنة” .
فعليكم يا أيّها الإخوة بمجالسة الصالحين وأهل التّقوى والورع والزهد واحترام السنة هؤلاء هم الجلساء الصالحين, وإيّاكم ومجالسة أهل الأهواء فإنّ لهم شبهاً, ربّما واحد يستدرجك ويقول لك أدخل معهم وأصلح من الداخل وهم لا يصلحون إلاّ ما شاء الله نادر جدّا.
أو لتعرف ما عندهم, هذه الطريقة ليست من الإسلام, الإسلام لا، يرفضها، – بارك الله فيكم -, وأنصح هذا بأن لا يخالطهم بأي حجة من الحجج, لأنّهم قد نشروا شرهم وانتشر وعُرف ووصل إلى درجة التفجير والتدمير والتخريب, وقد كتبنا في سيد قطب وكتبنا في الإخوان وكتبوا هم أنفسهم وبيّنوا هذا في كتبهم من حيث لايدرون فقد كفيت يا أخي, اللهم إلاَّ إذا كان هناك عالمٌ سلفيٌ يتصدَّى لدعوة من يرجو منه قبول الحقِّ فله, بل عليه أن يدعوه ويُبيِّن له الحقَّ .
أمَّا السلفي الضعيف علماً وشخصيةً فعليه أن يبتعد عنهم حفاظاً على ما عنده من الحقِّ، والسلامة لا يعدلها شيء.
[لقاء حديثي منهجي مع بعض طلاب العلم بمكّة]