التعامل مع أهل البدع والتعامل مع المشركين يجب أن يكونوا كلهم محط دعوتك ومجالا وميدانا صحيحا للدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وكثير من هؤلاء مخدوعون، فنعاملهم ونخالطهم بالأخلاق الحسنة، ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) فنحن لابد أن نشمر عن ساعد الجد للدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فنتحلى بالعلم وبالعقيدة الصحيحة وبالأخلاق الفاضلة حتى يستجيب الناس لدعوتنا، هناك فريق معاند، معاندون لا أمل فيهم أن يعودوا إلى الحق سواء من الحزبيين أو من المبتدعين، فهذا ندور في تعامله مع المصلحة، فإن كنت بعد الدراسة والتأمل الدقيق والموازنات ظهر لك أنت وإخوانك -بعد التشاور- أن فلانا يستحق الهجر وفي هجرانه مصلحة كذا وكذا، مصالح، أن ينصرف الناس عنه، أو هو يرتدع بنفسه ويعود إلى الحق، إلى غير ذلك من المصالح التي تدركها من خلال الدراسة.
وإن كان في هجرانه ومقاطعته مفاسد تنعكس على دعوتنا وتعرقلها وتقف في وجهها فهذا لا نقاطعه، كما قال السلف: إنا لنكشر لأقوام وقلوبنا تلعنهم، فهذا تعامله بالأخلاق الطيبة بشرط أن لا تكون مداهنا في دينك، ولا تؤدي هذه المداهنة إلى الإضرار بالدعوة، لأنك أنت لم تقاطعه إلا لحماية الدعوة، لا لضربها، فشريطة ألا يلحق ضرر بالدعوة يمكن أن تتعامل معه وفي نفس الوقت تحافظ على الدعوة وتؤمن طريقها في الوصول إلى غيره سواء ممن له به صلة أو من غيره، فعلى هذا الأساس نتعامل مع أهل البدع دعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالأخلاق الطيبة ما دمنا نطمع فيهم ونرى إقبالا منهم، فإذا أقمنا الحجة على أناس ورأينا أنهم معاندون حينئذ ندرس الوضع فإن كان الصلاح والخير والنصر يعود على الدعوة بالهجران هجرناهم، وإن كان ذلك يعود بالضرر فإنا نتجنب ما يضر بالدعوة في أي مكان كنا وفي أي زمان.
وأذكر لكم: إذا كان مجتمع يغلب عليه الصلاح والتمسك بالسنة فإنه يسهل جدا هجران أهل البدع، ويتحقق به الخير والصلاح، وفي مجتمعات يغلب فيها الفساد والسطوة والسلطة لأهل البدع فهذا قد لا يكون من مصالح الدعوة أن تقاطع وتهاجر هذا أو ذاك.
[شريط بعنوان: الحث على الاجتماع والإئتلاف]