هذه المسائل تسألون عنها، اعتقد أن السامعين لا يدركونها، وتصعب عليهم، على كل حال، البيئة تختلف، بعض البيئات لا تبلغهم دعوة الله تبارك وتعالى، وبعض الأفراد -يعني- مثل إنسان أصمّ أبكم، يعني لا يفهم هذه الرسالة، ولا يفرق بين التوحيد والشرك، ويجد بيئة فيها مشركين، أو مجنون معتوه، يأتي مثل هذا الأصم يقول: يا رب جاءني رسولك وأنا لا أسمع ويأتي هذا المجنون يقول: يا رب جاءني رسولك وأنا مجنون يقذفني الصبيان في الطرقات، فهؤلاء يوم القيامة يمتحنهم ربهم…
لكن صاحب الشرك هذا لا يدخل في مشيئة الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه، بل لابد أن يعذب، لكن بحكم أنه شرك أصغر، وعنده توحيد، فهذا يعذب بشركه الأصغر ثم بعد ذلك يخرج، يعني الفرق بينه وبين مرتكب الكبيرة، أن مرتكب الكبيرة قد يدخله الله النار وقد لا يدخله يعفو عنه سلفا، فيدخل الجنة قبل أن يدخل النار، أما هذا لابد أن يدخل النار ثم بعد ذلك لا يستمر ولا يخلد في النار كما يخلد الكافرون والمشركون شركا أكبر، بل لابد أن يخرج بتوحيده من النار إلى جنة الله ورضوانه.
[شريط بعنوان: لقاء مع الشيخ في مسجد الخير]