يا إخوة اقرؤوا كتب السلف وستجدون الإجابة عن هذا السؤال، كانوا لا يرون مجالسة أهل البدع، وإذا كانوا دعاة لا يقبلون منهم حديثا، ولا يصلون وراءهم، ويحذّرون من مجالستهم، ويأمرون بهجرانهم، ولا شك أن التبليغ من أشد الناس دعاة إلى البدع ومن أشد الناس حربا على المنهج السلفي، وابن باز سئل أسئلة كثيرة كما رأيتم، أدانهم بالشرك والخرافات والبدع وحذّر من الخروج معهم إلا من عالم يعلمهم وينتشلهم من ضلالهم، ومع هذا نحترم الشيخ ابن باز وأقول حتى العالم لا يخرج معهم، لأنهم لا ينقادون لأحد أبدا، العالم إذا خرج معهم يريدون أن يقودوه ويريدون أن يجعلوا منه واجهة يتصيد الناس به، هم لا يرجعون لأحد أبدا، بالتجارب العديدة، وهذا أخ جاؤوا يطلبون أن يخرج معهم قبل أسبوع، قال لهم: ما أقدر أخرج معكم، ألحوا عليه، قال: والله أنا أنتقدكم إذا رأيت أخطاء ما أستطيع أن أسكت عنها، قالو: أهلا ونفرح، فخرج معهم، تكلم بعضهم لاحظ أخطاءه، قالوا له: إن شئت ترجع يا شيخ، بأسلوب -ما شاء الله- لطيف مثل العسل، مثل الحرير، ارجع يا شيخ [وليس له إلا] أسبوع، ضغطوا عليه فرجع، جاء يشتكي لإمامهم هنا في المدينة، سعيد أحمد، قال: والله جماعة الدعوة والتبليغ ألحوا علي أخرج معهم وبينت لهم أني لا أسكت سأبين لهم، فقبلوا هذا الشرط، تكلموا فأخطؤوا، فبينت، فردوني، قال له: نعم، إذا خرجت معهم فلا تنتقد ولا تعترض، مثل الصوفية، وعند جميع الأحزاب لا اعتراض هو المنهج الصوفي، لا تعترض [فتنفرد]، فالآن إذا اعترض إنسان من داخل الصف أو من خارجه يا ويله، لأنه ماذا؟ لا تعترض [فتنفرد]، لأن صاحب الباطل لا يريد إلا أن يربي الناس على باطله و[أن يجلب] الناس له بهذا الباطل، فجماعة التبليغ بالطبع عندهم حلول، عندهم وحدة وجود، عندهم شركيات، عندهم ضلالات، وقد كتبت عشرات الكتب فيهم تبين ضلالهم، فإذا كنا لا نصدق فيما كتب في جماعة التبليغ فيجب أن نفند ما قيل عن الروافض والخوارج والمعتزلة واليهود والنصارى ونكذب كل من يكتب من أئمة السنة عن أهل الباطل، [فيكذّب] الشيخ حمود إمام من أئمة الإسلام، [يكذّب] تقي الدين الهلالي، [يكذّب] غيرهم من السابقين الموثوقين، والأصول التي وضعوها الأصول الستة تبين ما عند هؤلاء، الآن كل تبليغي، الصلاة من أصولهم إقامة الصلاة، تعالى قل له الرسول يقول: “صلوا كما رأيتموني أصلي” ارفع يديك، جب له مئة دليل على رفع اليدين، لا يمكن أن يغير، أبدا، تعالى قف بجانبه تحاول أن تلصق كعبك بكعبه ينفر منك -كما قال أنس- ينفر منك كما ينفر البغل الشموس، حاول أن يصلي مثل ما يصلي رسول الله، مستحيل، وتعالى راوده على العقيدة السلفية، لا يمكن أن يقبلها أبدا، حاول أن يأخذ بمذهب أهل السنة والجماعة في المنهج والدعوة والتربية، لا يمكن، فهم من أشد الناس استعصاء للاستجابة للحق، هذا يبعد عنهم، بارك الله فيكم.
[شريط بعنوان: الأخذ بالكتاب والسنة]