بسم الله الرحمن الرحيم، إكمالا للإجابة عن الأسئلة التي سلفت، وأعتقد أنه جاء من ضمن الأسئلة السؤال عن منهج الموازنات بين الحسنات والسيئات في النقد، وهذه القضية، قد كتبت فيها -ولله الحمد- كتابين:
كتاب: “منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف”.
وكتاب: “المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء عن زيغ أهل الأهواء وزلات أهل الأخطاء”.
وأردفت الكتابين بإجابات كثيرة على شبه وافتراءات عبد الخالق، في كتابي “النصر العزيز على الرد الوجيز”.
وأجبنا على أسئلة كثيرة في هذا الباب، فأحيل القراء أولا إلى هذه الكتب التي ذكرتها ليعرفوا الأدلة والأصول التي قام عليها المنهج السلفي وتدل على بطلان هذا المنهج المبتدع الضال الذي أعتبره من أخبث البدع وأفجرها وأخطرها، وأن هذا المنهج لو أخذوا به فعلا لهدموا القرآن والسنة والعلوم الشرعية كلها، بل العلوم البشرية كلها، والعياذ بالله، فهو منهج -والله أعلم- اخترعه دجاجلة أهل باطل ليحاموا به عن أهل البدع والضلال، فتذكروا محاضرة الدجالين والكذابين، أنا لا أستبعد الذين وضعوا هذا المنهج من هذه الأصناف، وأعتقد أنهم لم يسبقوا إلى مثله وأقتصر لكم على بعض الأمثلة:
كتاب البخاري في “الضعفاء”: لماذا لم يذكر حسنات الرجال الذين ذكرهم في هذا الكتاب، على منطق هؤلاء وعلى قاعدتهم يكون البخاري ظالما فاسقا ساقط العدالة، فلا نقبل منه لا كتاب هذا البخاري ولا غيره.
وأحمد بن حنبل تكلم في مئات الرجال بدون موازنات ويحيى بن معين وعبد الرحمن بن مهدي وعلي بن المديني والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه والدارقطني وابن حبان وابن خزيمة تكلموا في الرجال بدون موازنات وألفوا في ذلك المؤلفات منها ما ذكرناها كتاب البخاري في “الضعفاء” وكتاب النسائي في “الضعفاء والمتروكين” و”كتاب الضعفاء” للعقيلي و”كتاب المجروحين” لابن حبان، اقرؤوها هل تجدون هذا المنهج فيها؟
ثم تعلقوا بالذهبي المؤرخ، كمؤرخ قد يتساهل أحيانا ولا ينطلق أبدا من هذا المنهج الذي يقولونه، فواحد يكتب في السير قد يذكر قد يطعن في الرجل ويذكر حسناته -بارك الله فيكم- ثم خصص كتبا، لماذا لا تذكر؟ “الميزان” و”الديوان” و”المغني” و”الذيل” فهذه أربع كتب كلها خاصة بالجرح لماذا لا يأتون بالذهبي هذا؟، الذي يتعلقون به كمؤرخ في كتابه السير، فهؤلاء أهل باطل وأهل شبهات ويصدق عليهم قول الله تبارك وتعالى: ((فأما الذين في قلوبهم زيغ فينبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)) فهم إذا جاؤوا إلى كتاب الله أولوه وإذا جاؤوا إلى كلام الرسول أولوه وإذا جاؤوا إلى كلام علماء السلف أولوه وحرفوه، فما رأينا بدعة أخطر من هذا المنهج ولا مبتدعين أخطر على الإسلام من هؤلاء، وليس لهم إلا الدفاع عن الباطل وعن العقائد الضالة، فإذا جئت بمن يسب الصحابة أو يسب الأنبياء أو.. أو.. إلى آخره قالوا لك: أين حسناته؟ فإذا ذكروا أهل السنة وكلهم حسنات لا يذكرون شيئا من حسناتهم ويفتعلون المثالب، فما أشبههم بالروافض.
حياكم الله وأكتفي بهذا القدر وعليكم بالكتب التي أشرت إليها وقد أيدها العلماء -والحمد لله- ومنهم ابن باز والألباني والعثيمين وغيرهم وغيرهم، وهؤلاء الذين ألفوا تراجع بعضهم واعترف بأن النقد إذا كان للنصيحة والتحذير فإنه لا يجب ذكر الحسنات وذكر أحدهم بالإجماع، أنا ما انطلقت في نقدي لأهل البدع والضلال إلا من باب النصيحة والتحذير، فلماذا يطعنون في وفي كتبي ؟ حياكم الله.
[شريط بعنوان: خطر الكذب]