جاءت آيات وأحاديث في حياة الشهداء ((ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)) وجاء في الأحاديث الصحيحة: “أن أرواح الشهداء معلقة في قناديل تحت العرش تسرح من الجنة حيث شاءت”، ولا أذكر حديثا يدل على أن أجساد الشهداء لا تأكلها الأرض، لا أعرف حديثا، لكن ورد أن معاوية -رضي الله عنه- في عام الأربعين من الهجرة أمر كعبا بإجراء نهر أو حفرة أو كذا، كعب بن عجرة فيما أذكر، فجاء الحفر هذا على قبر والد جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقد قتل في أحد، في السنة الثالثة من الهجرة، فلماء جاء الحافر إليه وجد جسمه حيا رطبا، وجده سليما كيوم مات إلا -أظن- شيئ تحت يده حصل فيه شيء من التآكل، هذا الذي أعرفه، ووردت أحاديث في أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، ويحسنها بعض المحدثين، والذي يتأملها يجد أنها ضعيفة، بارك الله فيك، فالله كتب الفناء والموت على عباده، سبحانه وتعالى، وهذه الأجسام تبلى -والله أعلم- وقد يجوز أن يبقى بعض الأجساد بمشيئة الله سبحانه وتعالى، لكن الأصل فيها الفناء وليس هناك دليل من الكتاب والسنة على أن الأجساد لا تفنى، أرواح الأنبياء عند الله في الجنة، بعض الناس يتصورون أن الأنبياء في قبورهم، ولهذا يتعلق القبوريون بمشاهد الأنبياء ومقابرهم، يزعمون أنهم مسجونون في القبور لأجلهم، ليتلقوا طلباتهم الشركية الضالة، والله إذا كان الشهداء أرواحهم في الجنة تسرح حيث شاءت بل أرواح المؤمنين فقد صحت الأحاديث أن أرواح المؤمنين في الجنة، كيف أرواح الشهداء والمؤمنين في الجنة وأرواح الأنبياء في القبور!؟ كيف هذا!؟ فالأنبياء أولى بهذا الإكرام، الأنبياء أولى بهذا الإكرام وكثير منهم شهداء، والرسول من الشهداء، مات -عليه الصلاة والسلام- بالسم، قال: الآن انقطع أبهري، من آثار السم الذي سممته اليهودية، سممته وهو يجاهد في سبيل الله، فهو نبي ورسول وشهيد وأفضل الخلق، كيف يبقى محبوسا في قبره؟ ينتظر مطالب الجفري وأمثاله الخرافيين القبوريين، فوالله في الجنة، في أعلى الجنان عليه الصلاة والسلام، وجسده في القبر، ويقول الذين يصححون الحديث هذا أو يحسنونه: إن روحه في الجنة ولها اتصال بالجسد، والله أعلم، ولكن نقول إن الرسول ينعم في الجنة والشهداء كذلك والمؤمنون كذلك، والكفار أرواحهم في سجين، هذا ما أقوله حول هذا السؤال.
[شريط بعنوان: لقاء مفتوح 4-2-2005]