أنا أنصح هؤلاء إذا كان هناك علماء، أن لا يستفيد بعضهم من بعض، نعم يتذاكرون ما سمعوه من العلماء، ويتذاكرون ما يفهمونه، لكن المعول على العالم، يلازمون العلماء حتى -بارك الله فيك- يشتد على سوقهم، مجالسة العلماء فيها خير كبير، والزهد في العلماء من علامات الكبر والاغترار، فإذا كان موجودا في [وسط الأدخال] ويجيء يسمي نفسه عالما غلط، هذا يدل على غرور وجهل، فإذا كان يوجد في البلد علماء فلا بد من ملازمة العلماء، في الأول يستفيد، والعالم يعطيك في الجلسة ما لا تحصل عليه ممكن في سنين، يعطيك خلاصة تجاربه، وخبرته، واقتناعه، أنت ما عندك شيء، فالفائدة التي يقولها لك الآن ممكن لا تحصل عليها إلا بعد سنين، تدرس تدرس ما تحصلها، فهذه نعمة عظيمة، “إن الله لا يقبض العلم، ينتزعه من صدور الناس بعد أن أعطاهموه ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فيسألون فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون”، إذا كان أمره من المبتدئين في الدراسة فيجيء يعلم هذا غلط، هذا ممكن يطلع من الرؤوس الجهال، إذا كانت ضرورة فلها حكمها، أما العلماء موجودون وأنت تفعل مثل ما يفعل بعض أهل الأهواء، يزهد في العلماء وينفر منهم، ويُنَفّر منهم، كما هو شأن أهل البدع وأهل الأهواء، وخاصة أهل البدع السياسية، فإنهم أعداء العلماء، العلماء عندهم عملاء وجواسيس…إلخ، وشوهونهم ليصدوا الناس عنهم، ثم يقودون هؤلاء القطعان كما تقاد الحيوانات، لأن العالم الواعي ما ينقاد لأهل البدع والأهواء والأحزاب السياسية، فلا ينقاد لهم إلا الرعاع والأوباش، فهم يصدون الناس عن العلماء مثل جماعة الإخوان والتبليغ، لماذا لأن الذي يتعلم لا ينقاد لهم، يعرف ضلالهم، يعرف باطلهم، يعرف خرافاتهم، هو ما ينقاد لهم، أما هذا المسكين يصدونه عن العلماء حتى يرى العلم والخير وكل شيء عندهم وهم على ضلال، فالصدود عن العلماء يدل على مرض وهوى، فننصح الشباب أن يلازموا العلماء مهما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، الرجل قد يذل نفسه ليحصل على العلم، وفق الله الجميع.
[شريط بعنوان:الرد على أهل البدع جهاد]