هذا الأمر ليس بجديد فإن رؤوس أو قرن البدع قد [برز] من أواخر عهد الصحابة واستمر بشكل مكثف إلى يومنا هذا فليس بغريب، وقد ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قال: “من كان على ما أنا عليه وأصحابي” فهذه الفرق كلها يتبين ضلالها بعرضها على هذا المنهج الذي كان عليه رسول الله وأصحابه، لا فرق بين قديم وحديث، وبعرض أفكارهم وعقائدهم وأقوالهم ومواقفهم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح يتبين ضلالهم فيحارَبون ويُحذر منهم كما فعل أسلافنا بأمثالهم، فنسأل الله العافية، وطبعا ما من ضال إلا وهو يريد أن يهمش منهج السلف، ما يأتي ضال من الجهمية والمعتزلة والخوارج وغيرهم إلا وهو يريد أن يضرب بفهم السلف ويعرض عن سبيل المؤمنين عمدا ليهرع الناس إلى سبيله الضال كما قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لما قرأ قول الله تبارك وتعالى ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) قال: هذا صراط ربك مستقيما ثم خط عن يمين هذا الخط خطوطا وقال: “على كل سبيل من هذه شيطان يدعو إليه” فالشياطين دعاة للباطل من وقت مبكر وسيستمرون على هذا إلى يوم القيامة، وما على من وفقه الله لاتباع منهج السلف إلا أن يعتز به ويثبت عليه ويحذّر من أهل الطرق الضالة المنحرفة من سابقين ولاحقين، وما اللاحقون إلا رواة للسابقين، ونعوذ بالله من فتنتهم جميعا، ونسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق والسنة والهدى، وأن يسدد خطانا جميعا، إن ربنا سميع الدعاء.
[شريط بعنوان: خطر الكذب]