بسم الله، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
فإن خطر النفاق والكذب أعطيناكم فكرة عنه، وأن كثيرا من رؤوس الضلال يلبسون لبوس الإسلام ويتظاهرون بالصلاح وبالعبادة لأنهم لا يتمكنون من خداع الناس إلا إذا لبسوا هذا اللباس الإسلامي الذي يظهرهم بمظهر المسلمين الصالحين، وعلى كل حال إذا ظهر منه الكذب -ولو قام الليل وصام النهار- فهذا فيه علامة من علامات النفاق، وإذا أضاف إلى ذلك خلف الوعد والفجور في الخصومة فقد يكون منافقا خالصا، والعياذ بالله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان“، “وإذا خاصم فجر” هذه أربعة، إذا توفرت هذه الأربع كان منافقا خالصا، وأنا قلت: “ثلاثا” في الأول لأنه ورد في حديث “ثلاث” في حديث أبي هريرة، وفي حديث عبد الله بن عمرو “أربع”، فعلى كل حال إذا توفرت هذه فهو منافق خالص النفاق، قد يكون أحيانا نفاقا عمليا، وقد يكون حقيقة نفاقا اعتقاديا يخرجه عن دائرة الإسلام، وقد سبق أن أشرنا لكم: إن بعض الناس يعتقدون أن النفاق قد انتهى، ويقولون: إن النفاق كان في عهد الرسول أما العهود الأخرى بعهده فعهود منزهة، هذا من غباوتهم وجهلهم، والعياذ بالله، فهذا أعلم الناس بالمنافقين حذيفة وأعرف الناس بالنفاق، قال: إن النفاق اليوم شر منه في عهد رسول الله، قالوا: لماذا؟ قال: لأن أولئك كانوا يخفون نفاقهم أما هؤلاء فيظهرونه، فتراهم يظهرون نفاقهم، يقولون ما يشاؤون في أعراض المسلمين وخاصة الدعاة إلى الله تبارك وتعالى، الذي يحارب دعوة الحق ويكذب ويفتري لا أستبعد أن كثيرا منهم منافقون حقيقة، فنسأل الله العافية، فعلى الشباب المسلم أن يحذرهم وأن يهجرهم وأن يقاطعهم، فإن كانت لهم حلقات أو دروس أو كتب عليه أن يبتعد عنهم لأنهم يدسون السم في العسل وأحيانا يدسون العسل في السم بالعكس، فشرهم أكثر من خيرهم، وقد بين السلف الصالح ذلك وحذروا من أهل البدع وخاصة من دعاتهم، فلم يرووا عنهم ولم يأخذوا عنهم علما ولم يقبلوا شهادتهم وعاقبوهم أشد العقوبات وحتى إلى درجة القتل، فعلى الحاكم المسلم الذي يقدّر شريعة الله -تبارك وتعالى- إذا وجد من هذه الأصناف أن يوقفهم عند حدهم، فإن لم يقفوا إلا بالقتل فجزاؤهم الصلب والقتل كما فعل ذلك أئمة الإسلام، وكما نقل ذلك شيخ الإسلام عن أئمة الشافعية والمالكية وغيرهم.
[شريط بعنوان: خطر الكذب]