بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه, أما بعد:
فإني أرى أن صاحب هذا الكلام إن كان متقيدا حقا بمنهج السلف ومشهود له بذلك وقال مثل هذه العبارة ويقصد: أني لا أقلد في كل شيء، وإنما قد أفهم شيئا لكن أنا أضيف عليه أنه يفهم ويخالف بعض السلف لكن لا يخرج عن إطار عقائد السلف وفقه السلف ثم قد يرجح، تجد مسائل اختلف فيها السلف, فإن مفاهيم السلف تختلف في شيء من القضايا الفرعية في فهم النصوص في الأمور الفرعية قد تختلف بين مالك والشافعي، بين الشافعي وأحمد، فيدرس في ضوء الأدلة الشرعية وفي ضوء النصوص القرآنية والنبوية فيترجح له مذهب على مذهب, فله ذلك، أما إذا كان يقصد الانفلات -وما أظن سلفيا يقصد هذا- فمن باب حسن الظن أحمل كلامه على أنه يريد هذا الأمر الذي ذكرته أنا، فأما إذا كان هذا الإنسان يريد الانفلات من فهم السلف ويقارعهم بفهمه الذي ابتدعه ولم يسبقه إليه أحد, فلا ولا كرامة، وعلى كل حال نحمل -يعني- كلامه من باب حسن الظن على ما قلته سلفا. وأظن المشايخ يوافقون على هذا الكلام -بارك الله فيكم-
وأقول بهذه المناسبة: أنا أنصح السلفيين في كل مكان أن يتقيدوا بمنهج السلف و فهمه وله أن يرجح في إطار هذا المنهج وإطار هذا الفهم، يرجح ما يتبين له أنه الحق, لكن لا يخرج على السلفيين بآراء جديدة يقتبسها من خارج منهج السلف, من طوائف البدع والضلال ومن الأحزاب وغيرها، ثم يريد أن يفرضها على السلفيين، فتؤدي إلى الفرقة والخلاف, فأنا أنصح هذا الصنف من الناس أن يتوبوا إلى الله -تبارك وتعالى- وأن يبتعدوا عن أسباب الفتن وعن الأمور التي تورث الفرقة والشتات بين السلفيين وهذا أمر -يعني- يجري الآن في كثير من المناطق وسببها إنسان: فكرة أخذها عن خصوم المنهج السلفي ويرى أنها حق، ثم يدعو إليها ويوالي ويعادي من أجلها، فيؤدي ذلك إلى تشتيت السلفيين و تفريقهم و تمزيقهم, فنحن ننصح هؤلاء أن يتوبوا إلى الله وأن يتركوا هذه الأمور التي تؤدي إلى الفرقة ولو كانوا يرون أنفسهم أنهم على الحق.
[شريط بعنوان: أسباب الانحراف وتوجيهات منهجية]