هذه القضيّة في المعارضة وليس في كلّ شيء, هذا لماّ طعن ذو الخوصيرة في عدالته عليه السلام قال : “رحم الله موسى قد أوذِي بأكثر من هذا فصبر“ على كلّ حال هذا دليل على أنّ موسى نبيٌّ كريم ٌ وحليم وصبور, لا كما يطعن فيه بعض السّفهاء ويقول : إنّه لا يصبر, لا يتحمّل وسخِروا منه -والعياذ بالله – ! هذا من الأدلّة على أنّه كان يتحلّى بأكبر الأخلاق وعلى رأسها الصبر؛ فصبر على أذى بني إسرائيل ,كم آذوه ؟! وكم نقرأ في القرآن, ماذا فيه من تعنت بني إسرائيل؟ قالوا : “أرنا الله جهرة!”, ولما أمرهم بذبح البقرة ذهبوا يتعنتون وكم من الأوامر خالفوه فيها ؟ ولمّا قال لهم: الجهاد ,قالوا : لا, اذهب أنت وربّك فقاتلا إناّ هاهنا قاعدون !.
آذوه كثيرا ويصبر, والرسول أوذِي مثل هذا وأكثر من قومه المشركين, موسى آذاه بنو إسرائيل يمكن أكثر من أذى فرعون له؛ لهم تعنتات وتعنتات ولما ذهب ليكلم ربه رجع فوجد عندهم وثنا -يعني- عجلا يعبدونه ! وهكذا سلسلة طويلة من التعنتات والمخالفات, فالرسول عليه السلام استحضر هذه الآيات وهذه المواقف فقال: “رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر” ,والله أعلم يريد بهذا الإشارة إلى شيء موجود وهو ما حصل في حنين من اعتراض ذي الخويصرة.
[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الأولى]