نعم هذا صحيح, هذا هو الدافع, ذكره الحاكم نفسه في مقدمة المدخل, وأن بعض الشيوخ الكبار يأسف لأنهم قالوا: هذا البخاري جمع عشرين ألف ترجمة ولم يرو إلا عن عدد قليل, وأنتم تقولون أحاديث الرسول كثيرة…وكذا ..وكذا, فأخذه الحماس والغيرة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا شكّ في ذلك, وجمع هذا الكتاب، لكن الأعذار هي ما سبق ذكره -يعني- كيف يحشر هذه الأحاديث وفيها الموضوع والضعيف و…و…الخ, فقالوا: إنه ألّفه في آخر حياته ومنهم من قال: لا, جمعها لينقحها فلم يتمكن واخترمته المنية, وذكر الحافظ أن قريبا من الثلث الأول كان قد أملاه بنفسه وهذا -يعني- أقلّ ضعفاً من القسم المتبقي الذي لم يتمكن من إملائه.
على كل حال لا نشك في نيته وأنه يحب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه يذب عنها، وألف هذا الكتاب للذب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم, لكن نحن لا نمشي مع العواطف, نمشي مع الحجة والبرهان, مهما بلغ به الحماس لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فكان عليه أن يتحرّى, فهذا جهده على كل حال وما جامله أهل الحديث، والحمد لله، بيّنوا أخطاءه وتقصيره, ونرجوا أن يثيبه الله على نيته الطيبة وعلى اجتهاده ويدخل -إن شاء الله- في عداد “من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد“
. [أسئلة وأجوبة مهمة في علوم الحديث (الحلقة الأولى)]