يا إخوة أنتم في كلية الحديث، وتعرفون موقف أهل السنة أولا من أهل البدع، وثانيا موقفهم من الرواة، وعن أي نوع كانوا يأخذون، وعن أي نوع ما كانوا يأخذون، فكانوا -كما أشرت إليكم سابقا- لا يأخذون عن أهل البدع إطلاقا ثم لما اضطروا إلى ما عند الآخرين أخذوه من الثقات الأمناء غير الدعاة أما الدعاة فما كانوا يأمنونهم على الدين أبدا، فإذا كان المبتدع داعيا إلى بدعته فلا يجوز الأخذ عنه، هذا منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، وإذا كان غير داعية أبدا واضطررت إلى ما عنده، وأنا أرى أنه ما فيه ضرورة إلى شيء من الدين أن نحتاج إلى واحد مسالم في اللغة مثلا، سالم في اللغة، نأخذ منه اللغة، إذا كان مسالما، يجيء إلى قول ربك: (وجاء ربك) يقول: وجاء أمرك، إذا قال جاء أمرك، فهو داعية يطرد ولا نأخذ منه، إذا جاء إلى (استوى) قال: استولى، هذا يطرد ولا يجوز الأخذ منه، كان الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، يعني لما فتحت المعاهد والجامعة الإسلامية وكلية الشريعة في وقته في الرياض، يعني احتاج إلى بعض الأزهريين، فجاء بهم فما كان يضعهم إلا في اللغة وما حولها فقط، وما يستطيع أحد يتنفس، وكان إذا تحرك أحدهم، ينبس بكلمة من البدع يطرده، فإذا احتجنا إلى هذا النوع ممن لا يدعوا إلى بدعته وضمنا ووطّنا أنفسنا أنه إذا خالف ودعا إلى بدعته يطرد فلا بأس، أما أن نتخذه إماما وقديسا وداعيا و..و..إلخ، ومع ذلك مع تحكم الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، فقد خان أهل البدع، خانوا الأمانة التي اؤتمنوا إليها فدسوا بدعهم وأفكارهم الثورية التخريبية في كثير من الشباب، فحيث تجلى لنا خطرهم، وظهرت آثارهم الخبيثة، فمن الحذر كل الحذر أن لا نأخذ عنهم، أبدا، لأنهم احتجنا إليهم وتعاونا على شيء، أعانونا على بعض مما نحتاج إليه خانونا ودسوا سمومهم وبدعهم وضلالهم، فآثارهم الآن واضحة بادية وربما لو أدرك من كان في عهد الشيخ محمد أن الأمور ستؤدي إلى هذا والله ما كانوا يفعلون هذا، ما كانوا يفعلون هذا، وما كانوا ليتوسعوا في المدارس حتى يحتاجوا إلى أهل البدع، فحصل التوسع وكانت احتياطات كثيرة بقدر وسعهم ومع هذا فقد خان أهل البدع ودسوا أفكارهم الخبيثة وسرّبوا كتبهم المدمرة فكان من ثمارها شر وبيل وخطير يعصف بشباب الأمة خلافا، خلافات، وعداوات، وشنئان، وبغضاء، وأحقاد لا يعلمها إلا الله، بعد أن كانوا كلهم على قلب رجل واحد، فهذه التجربة تكفينا، السعيد من وعظ بغيره، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فهل لي أن نلدغ من كل جحر آلاف اللدغات؟!.
[شريط بعنوان: خطر البدع]