أولا، شرع من قبلنا ليس شرعا لنا على الصحيح، وإذا قلنا أنه شرع لنا فبشرط أن لا يخالفه شرعنا، فالله -تبارك وتعالى- قال ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)) وقال ((ولا تقتلوا أنفسكم)) وقال عليه الصلاة والسلام: “من قتل نفسه بشيء عوقب به يوم القيامة، فمن قتل نفسه بسكين فسكينه بيده يلجأ به نفسه خالدا مخلدا ومن تردى من جبل فهو يتردى منه خالدا مخلدا فيه أبدا” هذا شرعنا قبل كل شيء.
وثانيا: يونس لماذا ألقى نفسه؟ السفينة ستغرق، ستغرق، لابد أن يهلك كل من فيها وهو واحد منهم، أليس كذلك؟ إذا وصل الحال إلى هذه، أنت راكب في سفينة وإذا ما ألقى إنسان نفسه سيهلك الجميع، يلقي نفسه، وجاءت بالقرآن ما هي باختياره، متبع للقرآن، ممكن لو ما ألقى نفسه يلقوه الناس، بارك الله فيكم، أصحاب الأخدود مكرهين ما هو باختيارهم، [والفتى] هذا لما قام برميه من الجبل فعجز أمر برميه في البحر فعجز أمر… أمر… أمر…، بارك الله فيك، ولن يتركه، فلما رأى ذلك قال: لن تتمكن مني تأخذ سهما من قناعه ثم ترميني به وتقول: بسم الله رب الغلام، فهذه حيلة أيقظت ناس من الكفر وجاءه أجله، أنت إذا كنت تضمن أن العمليات الانتحارية هذه تخلي الناس يسلمون أو تفتح لك فلسطين وتطرد اليهود تفضل، ما علمتَ خلاص، سأل خارجي ابن عباس عن قتل الصبيان لأنهم كانوا يعتدون على المسلمين يسفكون دماءهم وأموالهم ويقتلون صبيانهم، قال: إذا علمت من هؤلاء الصبيان ما علمه الخضر عليه الصلاة والسلام من الغلام فافعل، الخضر أطلعه الله على حقيقة هذا الغلام بأنه كافر.
الشاهد: إذا أطلعك الله على نتيجة هذا العمل وأنه نصر مؤكد ممكن نقول لك افعل، أنت لا تفعل، أولا إنك لا تقاتل يا أخي لإعلاء كلمة الله، انت تنطلق من وطنية، وهذا ينطلق من علمانية، وهذا ينطلق من جهل وضلال، والقليل النادر الذي ينطلق من منطلق صحيح، والله أعلم، فلا تشبهوا أحوالكم وواقعكم بهؤلاء الأنبياء وهؤلاء المؤمنين، فأنتم في واد في أهدافكم وفي مقاصدكم وفي نتائج أعمالكم وهم في واد آخر.
الشاهد: أن شريعتنا تحرم، تحتج الآن بأمور حصلت في شرائع سابقة، وشريعتنا حرمت ذلك في القرآن والسنة كما سمعتم.
[شريط بعنوان: الرد على أهل البدع جهاد]