هذا المعطِّل فَهِمَ أن استواءه كاستواء المخلوقين, فَهِمَ النزول أنه كنزول المخلوقين، فقال: أنا أنزه ربي عن هذه الصفات؛ لأني إذا أثبتُّ له هذه الصفات شبَّهتُ!
لكن لو اهتدى إلى ما اهتدى إليه الصحابة والسلف وفهم فهمهم، وقال: استواء الله يليق بجلاله لا يشبه استواء المخلوقين, والنزول كذلك, والقدرة, والعلم كذلك, لانزاح عنه الباطل, ولكن حكّم عقله فنفى الصفة زعما منه أنه ينزه الله عن التشبيه! فتبادر إلى ذهنه صفات المخلوقين ومشابهة المخلوقين، ورأى نفسه أنه إذا أثبتها فقد شبه، فعطّلها، والعياذ بالله !!
وكذلك المشبه فهم هذا الفهم السيئ وأثبتها لله, فعطّل المعنى الصحيح لله رب العالمين! والمعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى وفهمه من وفقه الله من الصحابة ومن سلك سبيلهم من أهل السنة والجماعة، هو الحق الصحيح والفهم الرجيح.
[فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثالثة)]