[الأصل] إبعادها عن الناس بأي وسيلة، سئل أحمد عن الكتب يعني فيها بدع أصحابها…، لكن الآن الآن أصبح يعني التحذير من البدع وأهلها والأمر بإحراق كتب جريمة من الجرائم في نظر الحزبيين مع الأسف الذين يتلصقون بالمنهج السلفي، وإلا هذه الأمور معروفة عند السلف، وقد أحرق القاضي عياض ومن معه كتاب الإحياء للغزالي، وأحرق الأحناف كتاب الكشاف للزمخشري، وأحرق الصحابة المصاحف، بعدما جمع عثمان الناس على مصحف واحد أمر بإتلاف بقية المصاحف، كل ذلك لدفع الضرر عن الأمة ولو كان هذا كلام الله تبارك وتعالى، لكن يعنى كثرة [وجود] البغاة أدى إلى شيء من الخلاف بين الصحابة فصاروا يقولون هذه قراءة حق وهذه كذا إلى آخره لا شك أنه فتنة فتجمع الناس على مصحف واحد وعلى لغة قريش وأمر بإحراق بقية المصاحف لماذا؟ لماذا هذه المصاحف وهي كلام الله عز وجل؟ إبعادا للفتنة عن الناس وجمعا للقلوب على كتاب الله وسنة رسول الله منهج واحد، لأن الكتب هذه تتعدد فيها المناهج والعقائد والأفكار وإلى آخره، فتؤدي إلى مفاسد لا يعلمها إلا الله عز وجل فتجنيب الأمة من التفرق والتحزب والخلافات والصراعات أمر واجب ويجب أن يتصدى لذلك العلماء الكبار والأمراء الكبار حتى يجنبوا الأمة شرور كتب البدع والضلال، فيتلفونها بأي وسيلة ويحموا الناس بكل وسيلة، وإذا ما استطاعوا يحذر منها، ومع الأسف حتى هذه الوسيلة السلمية -كما يقال- أصبحت محاربة لا من أهل البدع الواضحين وإنما من قبَِل المتلبسين بالدعوة السلفية، فإذا حذّرت من أهل البدع يرون أنك ارتكبت جريمة وإذا رددت على أهل البدع قالوا كتب الردود وإذا وإذا… فصاروا بلاء على الأمة الإسلامية وهم في ظاهرهم يتظاهرون بالغيرة على علماء البدع، وهم يضرون، حتى ولو كان لهم مقاصد حسنة -هذا بعيد- لكن لو سلمنا أن لهم مقاصد حسنة فإنهم والله يضرون الناس من حيث لا يشعرون، الرسول عليه الصلاة والسلام لما رأى بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه -يعني كتابا نسخه- يعني ورقة نسخها من التوراة وعمر يرى أنها حق ففرح بها، فلما رأها الرسول صلى الله عليه وسلم في يده، قال له حق من كتب أهل الكتاب، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال له أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والله لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي الرسول حذر من الأخذ من الكتب التي ورّثها الأنبياء لما شابها من التحريف.