أهل الفترة الذين لم يبعث فيهم نبي ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ) فهذه فترة ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام؛ هذه فترة.
و من مات في هذه الفترة ولم يبلغه شيء من الرسالة؛ رسالة موسى أو عيسى فهذا حتى لو كان على الشرك يبعثه الله يوم القيامة و يختبره و يمتحنه؛ هذا الذي مات في الفترة والمعتوه والصبي والشيخ الهرم الذي لا يفهم, هذا يقول يا ربنا هذا يقول: أنا يعني ما جاءني من نذير الذي في الفترة ولو جاءني لآمنت وهذا أحمق يقول:كنت أحمق يقذفني الصبيان في الأزقة وهذا يقول: جاءني وأنا خرف ما أسمع, فيختبرهم الله سبحانه وتعالى؛ يرسل لهم واحد من الملائكة أو من غيرهم ويقول لهم: ادخلوا في النار فمن يستعد للدخول في النار أطاعه, آمن ومن أبى ورفض يدخل النار لأنّ هذا لو جاءه النذير وأقام عليه الحجّة سيحاربه كسائر المشركين فهذا يدخل النار.
فهؤلاء يمتحنون في الفترة والأصناف التي قلناها, والفترة هي التي ما جاء فيها من نذير وقد يكون إنسان في الفترة ولكن بلغته الحجة من بقايا ملّة إبراهيم أو موسى أو عيسى فهذا تقوم عليه الحجة ولهذا وجد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم عن بعض المشركين أنّهم في النار, لماذا؟ لأنهم بلغتهم الحجة وأبوا أن يدخلوا في الدين الحقّ؛ دين الإسلام.
[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الثانية]