على كل حال لقد أجبت على هذا السؤال، وأنّ “كل يؤخذ من قوله ويرد“، بارك الله فيكم، فالغناء لو وقف عليه ابن عثيمين بهذه الطريقة وسمع هذا التغني والتسمج فيه لما تردد في تحريمه، لكن هم يعطون أسئلة -يعني- يمثلون أناشيدهم بأناشيد العرب، العرب كان عندهم الحداء، لما حدوا في الخندق يعني كانوا يقولون:
نحن الذين بايـعوا محمـدا
على الجهاد مـا بقينا أبدا
فكان يرد عليهم:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
فانصــر الأنصار والمهاجرة
فهذا كان يقوله، الصحابة يحفرون الخندق…، ما عندهم أناشيد ولا شيء، وهؤلاء اتخذوه شعار ديني أهم من القرآن، فاتخاذ الغناء شعار وجعله من أصول الدعوة هذا من البدع والضلالات، فالرسول سمح بهذا عند العمل ما أخذه عبادة، ويوم خيبر قال سلمة بن الأكوع: يا رسول الله ائذن لي أن أرتجز، فقال له عمر: اعلم ما تقول، كان هذا الخندق في الرابعة، وغزو خيبر كانت في السابعة، بعد ثلاث سنوات يأتي يستأذن رسول الله في أن يرتجز، فيقول له عمر: اعلم ما تقول، فأذن له رسول الله، على الطريقة العربية، أما يتخذ شعارا دينيا يميز هذه الجماعة عن غيرها، ويهتمون به أكثر من القرآن، أنا رافقتهم في رحلة، خرجنا من المدينة في رحلة معهم في الجامعة الإسلامية، فقلت لهم أنا وبينت لهم: إن هذه العمرة ينبغي للمسلم أن يكثر من ذكر الله فيها ويكثر من التلبية، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ما صعد شرفا إلا كبر ولا هبط واديا إلا سبح، فعلينا أن نشتغل بالتلبية، وإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبوا في حجة الوداع حتى بحت يعني [حناجرهم] من رفع الصوت بالتلبية، وبينت لهم، وبينت لهم…، وبعدها مشوا لبوا، لبوا، ثم غلب عليهم طبعهم صبروا إلى بدر، ثم انفجروا بالأغاني والأناشيد، وهم محرمون بالعمرة، فشيء لا يتركونه، ونحن راجعين واحد راكب خلفنا بالسيارة ورافع المسجل، ما هذا السعار وما هذا الجنون، هذا أخذتموه من الروافض ومن الصوفية، نحن درسنا تاريخ السلف ما كان عندهم هذا، هذا لا نعرفه، بل نعرف أهل البدع أقل من هذا، أهل البدع ما ورّثوا هذه الأصناف هذه الأشياء، ما رووا هذه الأشياء، ونقلنا لكم على كل حال كلام الشافعي وكلام أحمد وكلام ابن تيمية وكلام ابن القيم وغيرهم من العلماء، هذه وسيلة شيطانية يتبرعون بها لأخذ الشباب على الفطرة وعلى السنة، أخذهم إلى صفوفهم وإلى بدعهم وإلى تحزبهم.
[شريط بعنوان: وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة]