الرسول عليه الصلاة والسلام مات والقرآن مكتوب في اللخاف، وفي العُسُب ثم جاء أبو بكر وجمعه في الصحف، وجاء عثمان وجمعه في مصحف وكتبوه بالخط الكوفي؛ لأنه هو السائد في ذلك الوقت لكن كان عمل، زينة القرآن وزينة هذه الأمة أن تعمل بهذا القرآن والله لو كتبته بماء الذهب؛ وزخرفته بما شاءت من الزخارف ولونوه بما شاؤوا من الألوان، فإن هذا لا يرضي الله تعالى إلا أن يعملوا بهذا القرآن، فالقصد من القرآن حفظه وفهمه والتفقه فيه وتدبره، أنا لا أستطيع أن أقول إذا كتب باللون الأحمر يكون حراما! لأن الله يقول: (( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ))[النحل: 116]، لكن أحثه على العمل بالقرآن وأن الغاية هي العمل بهذا القرآن عقائد وعبادات وسياسة وغيرها، أما الزخرفة فقط؛ فأنا أعرف أن كثيراً من المزخرفين يزخرفون القرآن ولا يعملون به، عندهم خرافات عندهم بدع! وهذا إذا كان ليس مبتدعاً أقول له : يا شيخ أولاً اعمل ثم إذا تريد تحسن لا بأس وإذا ابتعد عن هذه الزخرفة ؛ لأنه أبعد عن الشبه فابتعد عنها.
التحذير من الشر]