البيعة الشرعية التي شرعها الإسلام وعرفها فقهاء الأمة وأحبارها، هي البيعة لإمام المسلمين، البيعة على الطاعة في طاعة الله والجهاد في سبيل الله وإقامة شعائر الإسلام وإقامة الحدود وحماية الدين والدولة والأمة، فهذه البيعة لا تعرف في العهود الإسلامية في أوساط أهل السنة والجماعة إلا لإمام المسلمين الذي تجتمع به كلمة المسلمين وترفع به راية التوحيد والإيمان والجهاد، وأما بيعات لعلماء أو قيادات صوفية أو خرافات، فهذه يبرأ منها الإسلام، ويبرأ منها المسلمون، وهي بدعيات ضالة خاصة إذا تحكمت في حياة المبايع إلى هذه الدرجة التي ذكرها السائل حيث لا يتزوج ولايطلق ولا يسافر ولا.. ولا..، يمكن لعله لا يقوم ولا ينام إلا بإذن من إمامه، من هذا الطاغوت، فهذه أعطى هذا المبايع الضال لنفسه ما لم يعطه الله لمحمد صلى الله عليه وسلم، فكان الرسول لا يعلم أن فلان تزوج إلا بعد أن يتزوج ويرى عليه آثار الزواج، رأى عبد الرحمن بن عوف وعلى ثيابه صفرة، فسأله، فقال تزوجت، قال منذ كم، قال: منذ كذا وكذا، ورأى جابرا أو أخبره أنه تزوج فقال: تزوجت بكرا أم ثيبا؟ قال: ثيبا قال: هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك، فالشاهد أن الصحابة كانوا يسافرون ويتزوجون ويبيعون ويشترون ولا يستأذنون في ذلك رسول الله، ولم يشترط ذلك، ولم يدخل ذلك في بيعة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، فاشتراطهم مثل هذه الشروط واستعبادهم لأتباعهم إلى هذه الدرجة دليل أنهم أهل ضلال وغارقون في البدع، كفى الله المسلمين شرهم، وهم بهذه البيعات -والله- يمزقون الأمة ويفرقونها، وقد حرم الله هذا التفريق وهذا التمزيق ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)) ((إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء))، فإن لم يكن هذا من تفريق الدين ومن تفريق الأمة فلا تفريق ((أقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا)) والدليل على أنهم أحزاب وفرق، أنك تجد منهج التبليغ غير منهج الإخوان ومنهج الجهاديين غير منهج الآخرين وهكذا وهكذا، ولكل منهم بيعة، فكم من بيعة الآن تستعبد المسلمين وتفرقهم وتمزقهم في أرجاء العالم الإسلامي وغيره، كم من البيعات توجد الآن، وكم تجد لهذه البيعات من التحزبات والتعصبات والولاءات الشيطانية، هذا فساد ملموس لكل من عنده عقل وعنده نهى، فنسأل الله أن يعافي الأمة من ضلال هؤلاء وأن يهيئ للأمة دعاة مخلصين يجمعونهم على دين الله الحق وعلى صراطه المستقيم وعلى كتابه المبين وعلى سنة سيد المرسلين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[شريط بعنوان: أسئلة وأجوبة]