هذا العهد الذي أخذه، أو شرط ما نقول عهد بل شرط، لكن انظر إلى اللعب، هذا شرط اشترطه الخضر على موسى أن لا يسأله حتى يخبره في النهاية فقبل موسى هذا الشرط، فهل إذا شرطت علي شرطا في أي مجال من المجالات تكون هذه بيعة؟ انظروا إلى هذا الاستدلال يا إخوة!، أنا أرى استدلالات الحزبيين فاقت في اللعب بالنصوص استدلالات جميع أهل البدع، فتوبوا إلى الله توبة نصوحا، واحرصوا على جمع كلمة المسلمين، وأنصحكم أن تتخلوا عن الكذب، وعن المغالطات، فقد -والله- أفسدت أبناء المسلمين، وإن الذين يتبعونكم وينقادون لكم قد حطمتموهم وجعلتموهم غثاء، فلا يرفع رأسه بدليل، ولا يرفع رأسه بحجة، بل أصبحوا مثل الببغاوات، ومثل الغثاء، أعوذ بالله، ويتبعون كل ناعق، والله حطمتم شخصيات من يمشي وراءكم، فاتقوا الله في شبابكم، فإنكم -والله- قد أنزلتم به أكبر الضرر، حتى أصبح الكذب أحب شيء إليهم، وكذب الكذب أصدق شيء عندهم، والصدق والحق عندهم باطل، فنعوذ بالله من هذه الهوة التي انحدرتم بهم إليها، فاتقوا الله في أنفسكم واسعوا جادين في تربية الشباب على الصدق وحب الحق وبغض الباطل والتحذير من البدع وأهلها والتنفير منها ومنهم، هذه هي التربية الصحيحة، أما تميعه حتى يصل إلى درجة أنه يؤلف المؤلفات المليئة بالكذب والطعن في أهل السنة والدفاع الكاذب وبالباطل عن أهل البدع، فنعوذ بالله من هذا المآل المخزي الذي نسأل الله أن ينقذ القادات إلى الباطل والموقودين كالأنعام إلى هوة الباطل، فوالله أنتم لا تدركون هذا ولكن العاقل البصير والذي عافاه الله من هذا المرض الفتاك الذي فتك بالشباب الذين يتبعون القيادات الحزبية القائمة على الكذب والفجور، والله ما يعرفون حالهم، ولا مآلهم، وإنما يدركه من عافاه الله تبارك وتعالى وجعله بمنأ بعيد عن هذا المرض المهلك، فنسأل الله لهم العافية، ادعوا الله لهم، ادعوا الله يا إخوان أن يعافيهم من هذا الداء الوبيل، ادعوا الله أن يعافيهم، والله إنهم مرضى ومساكين، مغلوب على أمرهم، مساكين، صودرت عقولهم، صودرت تماما، بأساليب ماكرة، بحيث أنهم جعلوا ما عندهم مناعة ضد الباطل، وعندهم استعداد قوي لمحاربة الحق وأهله،…وتطبيق الباطل.
[شريط بعنوان: وقفات في المنهج الكويت 02-1423]