هذا قد أفتى فيها العلماء أن هذا من الضلال والكفر نعوذ بالله.
هؤلاء سفهاء الأحلام يا إخوة لهم غرائب وعجائب يتشددون في الموضع الذي يجب فيه الرفق، ويترفقون ويذلّون في المواطن التي يجب فيها الشدّة، فقلبوا الأمور.
ابن تيمية يقول: الرسول أمرنا بقتال الخوارج، وأمرنا بالصبر على ولاة الأمور، وسمعتم الأحاديث البارحة في الصبر، “أدّوا الذي عليكم، والله سائلهم عما استرعاهم” إلى آخر النصوص التي جاءت تُهَدِّئ وتثَبِّت وتوصي بالصبر، لأنها من حكيم خبير، يتلقى عن الله عزّوجلّ هذه التعاليم من الله رب العالمين ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )، وبلغ الأمين هذه من الأمانة التي بلّغها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والرسالة التي بلّغها فيجب أن نتلقّاها باحترام وتقدير وأن نحكم ونحاكم إليها.
لكن هؤلاء لا يرضون أن يتحاكموا إلى هذه النصوص، ويتلاعبون بالتّأويلات الباردة والكلام الفارغ.
إذا جاءت البدع التي حذّر منها رسول الله ويغضب ويحذّر، ويحذّر منها السلف، قالوا عن رؤوس أهل البدع: هؤلاء أئمّة وممجدون وشهداء وإلى آخره، فقلبوا الأمور، غيّروا دين الله وبدّلوا فيه، فهم أشدّ تبديلا من الحكام، ويقولون: الحكام بدّلوا، أنتم بدّلتم العقائد والأصول والمناهج، فسادكم أعظم من فساد الحكام، والله إن فسادهم أعظم من فساد الحكام، الحاكم لا يقول لك: هذا دين الله، لكن هؤلاء يقولون لك: هذا دين الله، بدّلوا الأصول والمناهج بدّلوا في دين الله أكبر من تبديل الحكام، ويقولون: الحكام بدّلوا.
الحكام فيهم الكافر، فيهم المسلم، بارك الله فيكم، لكن أنت تجعل شغلك الشاغل الحاكم وأنت تبدّل دين الله من أجل أن تحارب الحاكم، أو من يلتزم منهج السلف ولا يرضى تطبيق هذه الممارسات والتبديلات في دين الله عن الحاكم والمحكوم، اسلك مسلك السلف الصالح في كل شيء، إذا أردت أن تسلك مسلك أهل السنة فها هو المسلك، والله غيّروا دين الله وبدّلوا.
[شرح أصول السنة]