أنا لا أذكر الآن أن عليه مؤاخذات، يعني ناقش الهروي -رحمه الله- وشدد عليه، ناقشه وقال له: فتحتَ بابًا للزندقة، قول الزنادقة، ثم اعتذر له، ووجه كلامه توجيها جيدا، لماذا؟ لأن حياته كلها جهاد لأهل البدع، ولأقرب أهل البدع لأهل السنة وهم الأشاعرة، كم حاربهم وحاربوه، وألّف كتاب الفاروق، وألّف كتاب ذم الكلام، وألّف…وألّف…، فإذا كان يكفر من ينكرون الإستواء كيف يتصور بأنه يؤمن بوحدة الوجود، هذا الذي حمل ابن تيمية وابن القيم على ابعاد هذه التهمة عنه وإن كان كلامه فيه ما يفتح باب الزندقة، وأيضا يعني، – لكن هذا في منهج السائلين ليس في مدارج السالكين- فيه شيء من الجبر، في كلام الهروي -رحمه الله- شيئ من الجبر، على الطريقة الجبرية، وأوتي من التصوف -رحمه الله-، كانت الصوفية في عهده في حرب مع الأشاعرة، ومع أهل الحديث في الجملة في كثير من القواعد التي يختلفون فيها مع أهل البدع، كانوا -يعني- يؤيدون هذا الإمام -رحمه الله- في حربه على الأشاعرة، في أبواب الأسماء والصفات وفي غيرها، ثم دخل الخلل في التصوف، وكما يقول الشافعي: إذا دخل الرجل في التصوف والصلاح لمجنون، فلا بد أن يصيبو الإنسان بلوثة -نسأل الله العافية- هو بدأ يتخبط، فصحبته للصوفية وتعاونه معهم…، وهذا فيه عبرة والله، فيه عبرة، مخالطة أهل البدع ومعاشرتهم تؤدي إلى نتائج وخيمة جدا، ثم الكتاب -مع بدائع التفسير- فيه علوم عظيمة جدا، فيه علوم عظيمة.
[شريط بعنوان:الرد على أهل البدع جهاد]