والله، الواجب على كل من يحمل دعوة الله، وينتمي إلى الدعوة الإسلامية أن يبدأ بمحاربة هذه المظاهر الشركية من القبور والتعلق بها ودعائها والذبح لها والاستغاثة بها إلى آخر القوائم الطويلة التي نسجت حول هذه القبور، فيجب أن نبدأ بها قبل كل شيء، كما هي سنة الله التي لم تتخلف في دعوة من الدعوات، يا إخوتاه، إذا جئت إلى القرآن يسرد لك دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مجملة ومفصلة، مجملة يقول ((وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه انه لا إله إلا أنا فاعبدون)) يعني البدء بتوحيد العبادة، نأتي إلى دعوة إبراهيم ونوح عليهما الصلاة والسلام كانوا يحاربون الأوثان ((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا)) كانوا رجالا صالحين، فنصبوا لهم تماثيل، والآن الشيطان أتاهم بلعبة جديدة، نصب التماثيل ما يمكن أن يروج في هذه الأمة، فجاء من طريق القبور وتشييدها، هل القبور سكت عنها رسول الله؟ الرسول أمر بهدمها، ونهى عن بنائها، ونهى عن تشييدها، ولعن من يفعلون ذلك، وحكم عليهم بأنهم شر خلق الله تبارك وتعالى، طبعا القبور الإسلام له منها موقف كموقفه من الأصنام، وإن احتال الشيطان ورأى أن الأمة هذه لا تعبد الأوثان فجاء لهم من القبور، فإن هذه القبور لم يتركها الإسلام، وبين حكمه فيها، وأن حكمها لا يختلف عن حكم الأوثان، يجب أن تهدم، وكان يرسل عليا رضي الله عنه كما في صحيح مسلم، في الحديث الذي رواه أبو الهياج الأسدي عن علي -رضي الله عنه- أنه قال له: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله “ألا تدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا صورة إلا طمستها” فالواجب على هذه الدعوات أن تتكاثف وتتعاون في تطهير الأمة الإسلامية ومجتمعاتها من هذه الوثنية الظاهرة التي لا يمكن لعاقل أن يتجاهلها.
[شريط بعنوان: وجوب الاتباع لا الابتداع]