هذا كلام لا يقوله عالم، لا نعرف عالما يقول هذا إلا أهل الضلال، أما علماء الإسلام وعلى رأسهم الصحابة والتابعون وأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم متفقون مجمعون على أنه إذا استبانت السنة لأحد لم يكن له أن يتركها لقول أحد، وقد جاء كثير من الأئمة خالفوا وخرجوا عن المذاهب الأربعة كلها، وما خرجوا عن دائرة الإسلام ولا عن دائرة الكتاب والسنة لأن الإسلام أوسع من المذاهب الأربعة، الإسلام أوسع من دائرة الأئمة الأربعة، والأئمة الأربعة ما أنشؤوا مذاهب ليلزموا بها الناس وحاشاهم ولو ألزموا الناس بذلك لما وجبت طاعتهم، لأن الله ما ألزمنا إلا باتباع محمد واتباع الوحي ((وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ )) (( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ)) مأمورون باتباع هذا الوحي، والاعتصام به، ولسنا ملزمين بقول أحد من البشر، وكلهم راد ومردود عليه، وهذا الذي يقول هذا الكلام محارب لدعوة الله والاعتصام بكتابه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومحارب لما عليه الصحابة والتابعون ولما عليه أئمة المذاهب الأربعة، والفحول من أتباعهم الذين اتبعوا كتاب الله واتبعوا الصحابة واتبعوا السلف الصالح واتبعوا الأئمة الأربعة، في الدعوة إلى الاعتصام بكتاب الله وبسنة الرسول ونبذ ما خالف ذلك، بارك الله فيكم.
[شريط بعنوان:أسباب الانحراف وتوجيهات منهجية]