[السلف] فرقوا بين الدعاة وغيرهم، الدعاة عاملوهم بشدة هجروهم وقاطعوهم ولم يأخذوا عنهم العلم، وإذا تمادى في دعوته إلى الباطل أغروا به ولاة الأمور فيقتلونه، إلى آخر ما عاملوا به أولئك الضُّلال، وأما الساكت والعامي فهذا له معاملة أخرى، إن كان عنده علم، والآن، إن شاء الله، ما يحتاج إلى ما عند أهل البدع من علم، لأنهم ما عندهم علم الآن، كان السلف يحتاجون إلى ما عندهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الآن فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مدون فلسنا بحاجة إلى علمهم أبدا، ونترصد بعوامهم أدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ونبين لهم، ونحن دعوتنا ما يكون لها أحكام، وليست بأحكام، دعوتنا تميز بين الحق والباطل، ولا نحكم إلا في حال الضرورة، فهذا الجاهل الذي ترى أنه على بدعة علمه، وبيّن له خطأه، وبيّن له أن هذا العمل بدعة، بالحجة والبرهان، فلعل الله يهديه على يديك، ولا تسبق الأحكام البيان، قدِّم بيّن ثم بعدها إذا عاند واستكبر وأبى عند ذلك عامله بما يستحق من أحكام وغيرها.
[شريط بعنوان: تقوى الله والصدق]