تسمع إلى اليهود والنصارى والشيوعيين وأنت جاهل وإلى الخرافيين والمبتدعين وأنت جاهل ولك أن تميز بين الحق والباطل, أنت ما تعرف الحسن والأحسن والباطل والضلال، فطبعا السلف أفقه منا بهذا المنهج في تفسير هذه الآية ومنها مما أقوله لكم أن رسول الله تلى قول الله تبارك وتعالى : ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )) تلى هذه الآية ثم قال: “فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه , فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم” فأخذ السلف من هذا -كبار أئمة السلف- أن أهل البدع أهل خبث ومقاصد سيئة فلا تسمع له، حتى مثل ابن سيرين وهو من أئمة الإسلام لا يسمع القرآن من المبتدع, القرآن! لمذا؟ لأنه يسوق المتشابه ليضلك, يعني يدخل الفتنة, ويقصد صرفك عن الحق, فهذا عرف من واقع أهل البدع ومكايدهم ومما استفاده من القرآن ومن التوجيه النبوي أنك لا تسمع لأهل الباطل ولا تسمع للباطل, وهذا فهم السلف أطبقوا على ذلك، وأجمعوا على التحذير من أهل البدع وهجرانهم ومقاطعتهم، واتفقوا على التحذير من قراءة كتبهم, وهذا يرجع إلى نفس المكيدة التي حكيتها لكم سابقا: يقول: اقرأ وخذ الحق ودع الباطل، وأنت لا تميز بين الحق والباطل فتقع في هوة الضلال, فإذا كنت أنت مميزا, عالما ثابتا على المنهج السلفي تدرك من نفسك أنك تستطيع أن تقرع الحجة بالحجة وتبين بعض الشبه، تقرأ لأهل البدع لا لتستفيد، إنما تقرأ لتعرف باطلهم فتحذر الناس منه, وإذا عرفت من نفسك ضعفا -ولو كنت عالما- فعليك أن نبتعد عن مجالسة أهل البدع وعن قراءة كتبهم والنظر فيها، وقد سقت لكم أمثلة لبعض الشخصيات الكبيرة وقعت في الضلال والبدعة بسبب ركونهم في شيء -ولو قليل- لأهل البدع, بارك الله فيكم, فليس مراد الآية إنك تسمع الحق والباطل وتأخذ الحق، الباطل تبتعد عنه خاصة إذا كنت ضعيفا، بارك الله فيكم.
[شريط بعنوان: أسباب الانحراف وتوجيهات منهجية]