توجيهي لهم أولا أن يتقوا الله تبارك وتعالى، وليعرف أن الهدف من طلب العلم هو معرفة الله تبارك وتعالى ومرضاته، والتعبد له، والاستسلام له، والخضوع له، والانقياد له، والامتثال لأوامره، واجتناب نواهيه، فعليه إذا أراد أن يطلب العلم أن يطلبه من العلماء الأتقياء الفضلاء الأنقياء البعيدين عن الكفر والشرك والضلال والبدع، فلا يطلب العلم على كافر، ولا يطلب العلم على مبتدع ضال، والسلف قد قالوا لنا: “إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم”، فكان سلفنا الصالح لا يأخذون العلم إلا عن شخص درسوا حاله، وعقيدته، وحركاته، وأعماله، فإن رأوا فيه صلاحية لأن يأخذوا منه العلم لاتصافه بالصفات النقية الطيبة اللائقة بحمل الرسالة النبوية واللائق بميراث النبوة، أخذوا عنه، فإذا كان مبتدعا، ضالا، وعنده شيئ من التقوى وشيئ من الورع والزهد ولم يكن داعية إلى بدعته واحتاجوا إلى شيئ من علم عنده لا يوجد إلا عنده، حينئذ يأخذون، أمّا عن الدعاة، أمّا عن السحرة، أما عن أصحاب البدع الغليظة كالرفض، فهؤلاء لا، ولا كرامة ولا يأخذ منه أي علم، ولو مات على فطرته مع جهل خير له من أن يفسد فطرته وعقله ودينه على أيدي أهل البدع ولو حاز بعد ذلك علما.
[شريط بعنوان: لقاء مع الشيخ ربيع1422]