العلماء، علماء أهل السنة لا علماء الرفض وعلماء التصوف وعلماء الخرافات والبدع، هؤلاء أهل بدع ولا يقال فيهم: علماء الحق أن كل مبتدع ليس بعالم، كما قال غير واحد من علماء السنة أن أهل البدع غير علماء، أما علماء السنة فلا نعتقد فيهم العصمة أبدا، من عهد الصحابة إلى قيام الساعة، العصمة خاصة بالأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- عصمهم الله فيما يبلغونه لأممهم -عليهم الصلاة والسلام- ومن عداهم معرضون للأخطاء، فمن اجتهد منهم فأصاب فله أجران ومن اجتهد منهم فأخطأ فله أجر واحد، ومن هذا المنطلق نتعامل مع علماء السنة الذين نعرف صدقهم وإخلاصهم والتزامهم بدين الله الحق ومنهجه الصحيح، فإذا أخطأ أحد منهم فلا يجوز لنا أن نأخذ بخطئه أبدا، ويجب أن نبين للناس أن هذا خطأ، مع احترامنا لهذا، إن كان حيا نصحناه وبينا له أن هذا خطأ، وإن كان بعيدا لا نستطيع الوصول إليه أو ميتا فنستغفر له ونعتقد أن له أجرا في هذا الخطأ لأن الرسول قال هذا، “من اجتهد فأصاب فله أجران” يعني: أجر اجتهاده وأجر إصابته، “ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد” يعني: أجر اجتهاده ويعذر في خطئه، فالأجر الذي يحصل عليه في مقابلة اجتهاده، أما الخطأ فليس مقابله إلا أن يعذره الله تبارك وتعالى، ونحن موقفنا من هذا الخطأ ألا نتبناه أبدا مهما كان قائله، مهما عظم، مهما كبر، مهما كان منزلته، لا يجوز لنا بحال أن نتابعه في هذا الخطأ ولا أن نقول: إنه ليس بخطأ، أبدا، بعض الناس يعطون قياداتهم العصمة ولو وقعوا في كبريات الضلالات لا يجوز أن تقول: هذا خطأ، هذا هو الضلال البعيد.
[شريط بعنوان: جلسة استراحة الصفا]