الذين يرجفون بالألباني ويقولون إنه من المرجئة، أنا أرى أنهم شر من المرجئة بكثير، وأن كثيرا من المرجئة وقعوا في الإرجاء بشبه عرضت لهم وسوء فهم لبعض النصوص ومن تقليد وما شاكل ذلك، لكن هؤلاء الذين هم شر من المرجئة هم يعلمون أن قادتهم وسادتهم شر من المرجئة وشر من الخوارج وشر من كثير من أئمة الضلال ومع ذلك يقدسونهم، ويأتي من يسب الصحابة ولا يرونه ضارا بشيوخهم ويأتي بمن يطعن في الأنبياء فلا يرونه ضارا بهم، هذه الدرجة أسوء من غلاة المرجئة الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، لأن غلاة المرجئة يعتقدون في المذنب أنه مذنب، وما يقولون فيه بأنه مجدد وإنه إمام هدى وإنه..وإنه..، فكم المسافة الآن بين غلاة المرجئة وبين هؤلاء؟ فهؤلاء الذين يقولون: فلان مرجئ! فلان مرجئ! ليس لهم همّ إلا مقاومة السنة وتشويه أهلها وتمييع أهل البدع والذب عنهم والانتقام لهم، فلم يدرك السلفيون أهداف هؤلاء وأنه -والله- لا همّ لهم في الإرجاء أو غيره، وإلا عندهم جماعة التبليغ مرجئة وهم يحبونهم ويوالونهم، وعندهم الأحناف في كل مكان مرجئة وهم يحبونهم ويوالونهم ولا يتكلمون فيهم وهم يملؤون الدنيا، فلم [يجدوا] على زعمهم الكاذب: إن الألباني مرجئ.
الألباني حارب البدع كلها، صغيرها وكبيرها، لا يستثني بدعة من البدع، وعلى رأسها الإرجاء، وقد حاربه في العديد من كتبه، بارك الله فيكم، وحتى أنه قد يتساهل بعض الأئمة فيقولون: الخلاف بيننا وبين مرجئة الفقهاء صوري أو لفظي، فيقول: لا، الخلاف جوهري، ويدرج على من يقول الإيمان لا يزيد ولا ينقص، يقول: هؤلاء يخالفون الكتاب والسنة، نصوص الكتاب والسنة التي تنص على زيادة الإيمان وعلى نقص الإيمان، ويتكلم، ويشد عليهم.
لكن هؤلاء: الحلول، وحدة الوجود، سب الصحابة، القول بالاشتراكية، القول بخلق القرآن، والبدع المكفرة كثيرة، هذه لا تضر عندهم، والله لو عرضت هذه البدع على غلاة المرجئة لرأيت الحماس لدين الله والغيرة لدين الله، هؤلاء: لا، فمن يصدق هؤلاء إنهم يحاربون الإرجاء؟ وهذا حالهم، فافهموا هذا بارك الله فيكم، وبرأ الله الألباني من الإرجاء.
[شريط بعنوان: جلسة في يوم الخميس]